للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين الرجل الذنب الصغير، فيعفو عنه فلا يزال مستحييا منه. قال: ولقد حج الأسود ثمانين حجة.

توفي الأسود بالكوفة، في هذه السنة.

٤٦٢- توبة بن الحمير من بني عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن خفاجة [١] :

كان شاعرا، وكان أحد عشاق العرب، مشهورا بذلك، وصاحبته ليلى الأخيلية، وكان يقول فيها الشعر ولا يراها إلا متبرقعة، فأتاها يوما فسفرت له عن وجهها فأنكر ذلك، وعلم أنها لم تسفر إلا عن حدث، وكان إخوتها قد أمروها أن تعلمهم بمجيئه، فسفرت لتنذره، ففي ذلك يقول:

وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت ... فقد رابني منها الغداة سفورها

وأول الشعر:

نأتك بليلى دارها لا تزورها ... وشطت نواها واستمر مريرها

يقول رجال لا يضيرك حبها ... بلى كلما شف النفوس يضيرها

أظن بها خيرا وأعلم أنها ... ستنعم يوما أو يفك أسيرها

/ حمامة بطن الواديين ترنمي ... سقاك من الغر الغوادي مطيرها

أبيني لنا لا زال ريشك ناعما ... ولا زلت في خضراء دان بريرها

أرى اليوم يأتي دون ليلى كأنما ... أتت حجج من دونها وشهورها

أرتنا حياض الموت ليلى وراقنا ... عيون نقيات الحواشي تديرها

ألا يا صفي النفس كيف تقولها ... لو أن طريدا خائفا يستجيرها

علي دماء البدن [٢] إن كان بعلها ... يرى لي ذنبا غير أني أزورها

وقد زعمت ليلى بأني فاجر ... لنفسي تقاها أو عليها فجورها

وله أيضا فيها:

فإن تمنعوا ليلى وحسن حديثها ... فلن تمنعوا عيني البكا والقوافيا


[١] الأغاني ١١/ ٦٣، وفوات الوفيات ١/ ٩٥، والآمدي ٦٨، والشعر والشعراء ١٦٩، وسمط اللآلئ ١٢٠، ٧٥٧، والبداية والنهاية ٨/ ٣٨٣.
[٢] في الأصل: «دماء البيت» . وما أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>