الحمد للَّه رب العالمين. والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين الجاحدين العاصين وصلى الله على خير امرئ دعا إلى خير دين، محمد سيد المرسلين وعلى أهل بيته الطاهرين على رغم أنف الراغمين (إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ٣٣: ٣٣، ... قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى) ٤٢: ٢٣ ولقد اخترناهم على علم على العالمين، السلام على أمير المؤمنين المعز لدين الله، السلام على الإمام المنتظر، السلام عليك يا مهدي الأمة، السلام عليك يا خليفة رب العالمين، السلام عليك يا صاحب الزمان، وصاحب السر والإعلان، فضائلك أكثر من أن تحصى، أنتم أهل البيت، وفيكم نزل القرآن، وبكم ظهر الإيمان، وبكم رجم الشيطان، وبكم اضمحلت الأباطيل، وبكم افتخر على الملائكة جبريل. ففرح قائلا: من مثلي وأنا ابن بيت آل محمد جبريل خادمكم، ميكائيل زائركم، رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد، إليك أمير المؤمنين خرجنا منها مهاجرين، وإلى بيعتك جئت ... عمالك مفتبسين، ولعبدك جوهر شاكرين أتقنّا مصنفات علمك، فنشرناها في العالمين وبثثناها في أمصار المسلمين، وشرفنا بها على الناس أجمعين، فصلى الله علينا وعلى الناس، ولكن أكثر الناس لا يشكرون. ثم سار المعز والشريف يحدثه، وخرج إليه سائر الرعية واليهود والنصارى وزينت البلد ولم ير أحد راكبا، إلا النعمان بن محمد القاضي. ودخل القاهرة، ودخل قصره، ولما بلغ الأدوار ... للَّه تعالى ودخل إليه القضاة والعلماء وسائر الرعية لتهنئته، ومدحه الشعراء، وكانت من دخول جوهر ديار مصر إلى أن قدم المعز: أربع سنين وعشرين يوما، وكان يطالعه بالأحوال شيئا فشيئا. وفي سنة إحدى وستين وثلاثمائة بنى جوهر القائد الجامع المعروف بالأزهر بالقاهرة. أهـ. [١] في الأصل، ص، ل، ت: «عثمان بن عثمان» خطأ. وما أثبتناه في تاريخ بغداد، والأنساب للسمعاني [٢] في الأصل «أبو عمر» . [٣] «بفتح الدال المهملة والراء المشددة وفي آخرها الجيم» (الأنساب ٥/ ٢٩٢) . انظر ترجمته في: (الأنساب ٥/ ٢٩٢. وتاريخ بغداد ١١/ ٣٠٥. والبداية والنهاية ١١/ ٢٧٢) . [٤] في الأصل «رزقونة» .