للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة إحدى وخمسين واربعمائة]

فمن الحوادث فيها:

٢٣/ أ/ أن أبا منصور بن يوسف انتقل عن معسكر قريش إلى داره بدرب خلف بعد أن حمله البساسيري، وجمع بينهما حتى رضي عنه، وأصلح بينه وبينه، والتزم أبو منصور له شيئا قرره عليه، وركب البساسيري إليه في هذا اليوم نظرية لجاهه، وخاطبه بالجميل وطيب نفسه بما بذله له، ووعده به، وركب قريش بن بدران من غد إليه أيضا، وعاد جاهه طريا إلا انه خائف من البساسيري.

وفي هذا الشهر: كتبت والدة الخليفة إلى البساسيري من مكان كانت فيه مستترة [رقعة] [١] تشرح فيها ما لحقها من الأذى والضرر والفقر، حتى إن القوت يعتذر عليها، فأحضرها، وهي جارية أرمينية قد ناهزت التسعين واحدودبت، وأفرد لها دارا في الحريم الطاهري، وأعطاها جاريتين تخدمانها، وأجرى عليها في كل يوم اثني عشر رطلا خبزا وأربعة أرطال لحما.

وفي يوم الاثنين ثاني عشر صفر: أحضر البساسيري قاضي القضاة أبا عبد الله الدامغاني، وأبا منصور بن يوسف، وأبا الحسين بن الغريق الخطيب، وجماعة من وجوه العلويين والعباسيين وأخذ عليهم البيعة للمستنصر باللَّه، واستحلفهم له، ودخل إلى دار الخلافة بعد أيام وهؤلاء الجماعة معه.


[١] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>