للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُحَمَّد بْن عبد الواحد قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحِيمِ المازني قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو علي الحسين بْن القاسم الكوكبي قَالَ: حدثنا مُحَمَّد بْن يزيد قَالَ: بلغني أن جارية من جواري مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان وقفت عَلَى قبره فقالت:

أمسى التراب لمن هويت مبيتا ... ألق التراب فقل لَهُ حييتا

إنا نحبك يا تراب وما بْنا ... إلا كرامة من عليه حثيتا

٩٣٨- هيلانة جارية الرشيد [١] .

أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز قال: أخبرنا [أحمد بْن علي بْن ثابت] [٢] الخطيب قَالَ:

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الجوهري قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عمران المرزباني قَالَ: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي قال: حدثنا محمد بن القاسم بْن خلاد قَالَ: حَدَّثَنَا الأصمعي قَالَ: كَانَ الرشيد شديد الحب لهيلانة، وكانت قبله ليحيى بْن خالد بْن برمك، فدخل يوما إِلَى يَحْيَى قبل الخلافة فلقيته فِي ممر فأخذت بكمه فقالت: نحن لا ١٥٨/ ب يصيبنا منك يوم، فقال لها: فكيف السبيل إِلَى ذلك، فقالت: تأخذني/ من هَذَا الشيخ، فَقَالَ ليحيى: أحب أن تهب لي فلانة فوهبها له حَتَّى غلبت عليه، وكانت تكثر [٣] أن تقول هي إلا أنه، فسماها هيلانة، فأقامت عنده ثلاث سنين ثُمَّ ماتت، فوجد عَلَيْهَا وجدا شديدا وأنشد:

قَدْ قلت لما ضمنوك الثرى ... وجالت الحسرة فِي صدري [٤]

اذهب فلا والله لا سرني ... بعدك شيء آخر الدهر

أَخْبَرَنَا القزاز قَالَ: أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت] [٥] الخطيب قَالَ: أَخْبَرَنَا الأصبهاني قَالَ: أَخْبَرَنَا العسكري عَنْ أبي بكر الصولي قَالَ: أَخْبَرَنَا الغلابي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ قَالَ: لما توفيت هيلانة جارية الرشيد أمر الْعَبَّاس بْن الأحنف أن يرثيها فَقَالَ:

يا من تباشرت القبور بموتها ... قصد الزمان مساءتي فرماك

أبغي الأنيس فلا أرى لي مؤنسا ... إلا التردد حيث كنت أراك

ملك بكاك وطال بعدك حزنه ... لو يستطيع بملكه لفداك


[١] انظر ترجمتها في: تاريخ بغداد ١/ ٩٧- ٩٨.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] في ت: «يكثر» .
[٤] انظر الخبر في: تاريخ بغداد ١/ ٩٧- ٩٨.
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>