للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: لا حول ولا قوة إلا باللَّه، يخلو هذا البلد العظيم من مؤرخ حنبلي- يعنى ابن عقيل نفسه- هذا مما يجب حمد الله عليه، فإنه لما كان البلد مملوءًا بالأخيار وأهل المناقب قيض الله لها من يحكيها، فلما عدموا وبقي المؤذي والذميم الفعل أعدم المؤرخ، وكان هذا ستر عورة.

وحكى عنه هبة الله بن المبارك السقطي: أنه كان يجازف في تاريخه، ويذكر ما ليس بصحيح، قَالَ: وقد ابتنى بشارع ابن أبي عوف دار كتب، ووقف فيها نحوًا من أربعمائة مجلد في فنون العلوم، ورتب بها خازنا يقال له: ابن الأقساسي العلوي، وتكرر العلماء إليها سنين كثيرة ما لم تزل له أجرة، فصرف الخازن وحك ذكر الوقف من الكتب وباعها، فأنكرت ذلك عليه فقال: قد استغنى عنها بدار الكتب النظامية.

قَالَ المصنف: فقلت بيع الكتب بعد وقفها محظور. فقال: قد صرفت ثمنها في الصدقات.

٣٥٨٤- هبة الله بن علي بن محمد بن أحمد المحلى، أبو نصر

[١] :

سمع ابن المهتدي، وابن المأمون، والخطيب وخلقا كثيرا، وكتب الكثير، وكان حلو الخط، وصنف وجمع وأنشأ الخطب والمواعظ، وأدركته المنية قبل بلوغ [٢] زمان الرواية، وإنما سمع منه القليل، فتوفي في هذه السنة ودفن بمقبرة جامع المنصور.

٣٥٨٥- أبو بكر بن عمر

[٣] .

أمير الملثمين، كان بأرض غانة في مجاهدة الكفار، وقام له ناموس لم يقم مثله لأحد بالدين والزهد، وكان يركب إذا ركب أصحابه، ويطعم إذا طعموا، ويجوع إذا ١٣٤/ أجاعوا/ وقد قيل إنه لم يتوجه في وجه من مجاهدة أو دفع عدو في أقل من خمسمائة ألف كل يعتقد طاعة الله تعالى في طاعته، وكان يحفظ الحرمات، ويراعي قوانين الإسلام مع صحة المعتقد، وموالاة الدولة العباسية، فأصابته نشابة في حلقه فمات بها في هذه السنة عن نيف وستين سنة.


[١] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١٢/ ١٣٤ وفيه: «المجلي» ) .
[٢] «بلوغ» سقطت من ص، ت.
[٣] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١٢/ ١٣٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>