للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين ومائة]

فمن الحوادث فِيهَا:

خروج المنصور حَتَّى نزل بعسكره عند جسر البصرة الأكبر، وبْنى لهم قبلتهم التي ١٧/ أيصلّون [١] إليها فِي عيدهم بالحمان [٢] ، واستعمل عيسى/ بْن عَمْرو الكندي على البصرة، ومعن بْن زائدة على اليمن.

ووجه عُمَر بْن حفص بْن أبي صفرة عاملا على السند والهند، ومحاربا لعيينة بْن موسى، فسار حَتَّى ورد السند، وغلب عَلَيْهَا.

وفي هذه السنة:

نقض إصبهبذ طبرستان العهد بينه وبين المسلمين وقتل من كَانَ ببلاده من المسلمين.

وَكَانَ من حديثه أن أبا جعفر لما انتهى إِلَيْهِ خبر الإصبهبذ وما فعل بالمسلمين وجّه إليه جماعة منهم أَبُو الخصيب، فأقاموا على حصنه محاصرين لَهُ ولمن معه فِي حصنه، فطال عليهم المقام، فاحتال أَبُو الخصيب فَقَالَ لأصحابه: اضربوني واحلقوا رأسي ولحيتي. ففعلوا ذلك به، ولحق بالأصبهبذ صاحب الحصن، فَقَالَ لَهُ: إنه ركب مني أمر عظيم، وإنما فعلوا بي هذا تهمة لي أن يكون هواي معك، فأخبره أنه معه، وأنه دليل على عورة عسكرهم. فقبل ذلك الأصبهبذ وجعله فِي خاصته، وألطفه، وَكَانَ على باب مدينتهم من حجر يلقى إلقاء، تدفعه الرجال وتضعه عند فتحه وإغلاقه. وَكَانَ قَدْ وكل به الإصبهبذ ثقات أصحابه، وجعل ذلك نوبا بينهم، وجعل أَبُو الخصيب فيمن ينوب عَنْ


[١] في الأصل: «الّذي يصلون» وما أثبتناه من ت.
[٢] في الأصل: «بالجبان» وفي ت: «بالحنان» وما أثبتناه من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>