للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ قصير القامة، نحيف الجسم، أسمر رقيق السمرة، دري اللون أسود الشعر سبطه، في وجهه طول، وفى مقدم لحيته تمام، وفى شعرها رقة، بويع له وأقيم القاهر بين يديه، فسلم عليه بالخلافة، وبعث الراضي إلى أبي بكر الصولي، فَقَالَ له: اختر لي لقبا، فاختار له المرتضي [١] باللَّه، فبعث إليه يقول: كنت أنت [قد] [٢] عرفتني أن إبراهيم بن المهدي أراد له أن يكون له ولي عهد، فأحضروا منصور/ بْن المهدي وسموه المرتضى [٣] ، وما أختار أن أتسمى [٤] باسم وقع لغيري ولم يتم أمره، وقد اخترت الراضي باللَّه.

ولما بويع الراضي [باللَّه] [٥] كتب كتابا [٦] لأبي علي ابن مقلة، وَكَانَ قد اختفى في داره فكبست فاستتر في بئر فسلم وظهر ومضى إلى الراضي، فقلده الوزارة وتقدم إلى عَلي بْن عيسى بمعاونته، وأمر الراضي بإطلاق كل من كَانَ في حبس القاهر، وصودر عيسى طبيب القاهر على مائتي ألف دينار، وَكَانَ القاهر قد أودعه عشرين ألف دينار ومائة وخمسين ألف درهم وألف مثقال عنبر، فاعترف وأداها. وولي أَبُو بكر بْن رائق إمارة الجيش ببغداد، وكان الحجاب أصحاب المناطق أربعمائة وثمانين حاجبا.

[ذكر طرف من سيرته]

كَانَ الراضي سمحا واسع النفس، أديبا شاعرا حسن البيان والفصاحة، يحب محادثة العلماء. سمع من البغوي قبل الخلافة كثيرا ووصله بمال كثير غزير، ورفع إليه أن عبد الرحمن بْن عيسى قد احتاز أموالا عظيمة، وتقرر [٧] عليه مائة ألف دينار، فحلف أن


[١] في ك: «المرضي باللَّه» .
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[٣] في ك: «وسموه المرضي» .
[٤] في ك: «وما أحب أن أتسمى» .
[٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[٦] في ت: «كتب أمانا» .
[٧] في ك: «أموالا عظيمة فقرر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>