للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١٣٣- يُوسُف بْن الحسين بْن عَلي، أَبُو يعقوب [١] الرازي:

صحب ذا النون المصري، وسمع أَحْمَد بْن حنبل. روى عنه أَبُو بكر النجاد.

أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أحمد بن عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، [٢] ، قَالَ [٣] : حدثني عبد العزيز [بْن أبي طاهر الصوفي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طالب عقيل بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَد السمسار، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن جعفر بْن الجنيد الرازي، قَالَ:

سمعت يُوسُف بْن الحسين، يقول: قيل لي: إن ذا النون المصري يعرف اسم الله الأعظم، فدخلت مصر، فذهبت إليه فبصر بي وأنا طويل اللحية ومعي ركوة طويلة، فاستبشع منظري فلم يلتفت إلي، فلما كَانَ بعد أيام جاء إليه رجل صاحب كلام، فناظر ذا النون فلم يقم ذو النون بالحجج عليه، فأخذته إلي وناظرته فقطعته فعرف ذو النون فضلي، فقام إلي وعانقني وجلس بين يدي وهو شيخ وأنا شاب، وَقَالَ: اعذرني فلم أعرفك، فعذرته وخدمته سنة، فلما كَانَ بعد رأس السنة، قلت له: يا أستاذ قد خدمتك وقد وجب حقي عليك، وقيل لي إنك تعرف اسم الله الأعظم وقد عرفتني فلا تجد له موضعا مثلي فأحب أن تعلمني إياه. قَالَ: فسكت عني ذو النون ولم يجبني وكأنه أومى إلي أنه يخبرني، قَالَ: فتركني بعد ذلك ستة أشهر ثم أخرج إلي من بيته طبقا ومكبة مشدودا في منديل، وَكَانَ ذو النون يسكن الجيزة، فَقَالَ: تعرف فلانا صديقنا في الفسطاط؟ قلت: نعم، قَالَ: فأحب أن تؤدي هذا إليه، فأخذت الطبق وهو مشدود وجعلت أمشى طول الطريق وأنا متفكر فيه مثل ذي النون يوجه إلى فلان ترى إيش هو؟

قَالَ: فلم أصبر إلى أن بلغت الجسر، فحللت المنديل ورفعت المكبة، فإذا فأرة قفزت من الطبق ومرت قَالَ: فاغتظت غيظا شديدا، وقلت: ذو النون يسخر بي ويوجه مع مثلي


[١] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد ١٤/ ٣١٤- ٣١٩، والبداية والنهاية ١١/ ١٨٦، وطبقات الصوفية ١٨٥- ١٩١، وحلية الأولياء ١٠/ ٢٣٨- ٢٤٢، وصفة الصفوة ٤/ ٤٧، والرسالة القشيرية ٢٩، ونتائج الأفكار القدسية ١/ ٦٣، والطبقات الكبرى للشعراني ١/ ١٠٥، والكواكب الدرية ٢/ ٥٧، وشذرات الذهب ٢/ ٢٤٥، وسير أعلام النبلاء ٩/ ٢/ ٢٠١، ٢٠٢، وطبقات الحنابلة ١/ ٤١٨- ٤٢٠، والنجوم الزاهرة ٣/ ١٩١- ٢٦٥، وطبقات الأولياء ١٠٥) .
[٢] في ت: «أخبرنا أبو بكر بن ثابت» .
[٣] من هنا إلى العلامة المماثلة ساقط من ك.

<<  <  ج: ص:  >  >>