للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشهر، من ذلك في زمن يزدجرد خمس عشرة سنة، وَفِي زمن بهرام جور بْن يزدجرد أربع عشرة سنة [١] .

[فصل]

قَالَ مؤلف الكتاب [٢] : وبهرام جور هَذَا ملك [٣] بعد أبيه يزدجرد، ويقال له:

بهرام جور بْن يزدجرد الخشن [٤] / بْن بهرام كرمان شاه بْن سابور ذي الأكتاف.

ولما ولد بهرام هَذَا أمر أبوه المنجمين أن ينظروا فِي النجوم ليعلموا ما يؤول إليه أمره، فنظروا، فأمروا أن تجعل تربيته وحضانته إِلَى العرب، [فدعا بالمنذر بْن النعمان، فاستحضنه بهرام وشرفه وملكه عَلَى العرب] [٥] ، وأمر له بصلة وكسوة، وأمره أن يسير بهرام إِلَى بلاد العرب، فسار به المنذر إِلَى محلته، واختار لإرضاعه [٦] ثلاث نسوة ذوات أجسام ضخام، وأذهان ذكية، وآداب رضية، من بنات الأشراف، منهن امرأتان من بنات العجم [٧] ، وأمر لهن بما يصلحهن، فتداولن إرضاعه [٨] ثلاث سنين، وفطم فِي السنة الرابعة، حَتَّى إذا أتت عَلَيْهِ خمس سنين قَالَ للمنذر: أحضرني مؤدبين ذوي علم ليعلموني الكتابة والرمي والفقه. فَقَالَ له المنذر: إنك بعد صغير السن، ولم يأن لك.

فَقَالَ: أنا لعمري صغير، ولكن عقلي عقل محتنك، وأولى ما كلف به الملوك صالح العلم، فعجل علي بما سألتك من المؤدبين.

فوجه المنذر ساعة سمع هَذَا إِلَى باب الملك من أتاه برهط من فقهاء الفرس، ومعلّمي الرّمي والكتابة، وجمع له حكماء ومحدثين من العرب، فألزمهم بهرام، ووقّت


[١] انظر قصة سنمار في تاريخ الطبري ٢/ ٦٥- ٦٨. والأغاني ٢/ ١٤٤- ١٤٦.
[٢] «فصل قال مؤلف الكتاب» مكانها بياض في ت. انظر ذكر ملك بهرام جور في الطبري ٢/ ٦٨ وما بعدها.
[٣] في ت: «وبهرام ملك هذا بعد أبيه» .
[٤] في ت: «الحسن» .
[٥] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٦] في ت: «لرضاعه» .
[٧] في الطبري ٢/ ٦٩: «منهن امرأتان من بنات العرب» .
[٨] في ت: «رضاعه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>