للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي شوال: وصل رسول السلطان بكتب تتضمن الدعاء للمواقف المقدسة، والاعتذار من تأخره عن الخدمة، وأنه بسعادة الخدمة فتح حلب، وأنطاكية، والرها، وقلعة جعبر، وطرفا [١] من بلاد الروم، وهو في أثر هذه الخدمة، فخرج من بغداد النقيبان طراد والمعمر، فخدماه بالموصل، وتلاهما عفيف، ثم ذوو المناصب، فلما وصل الصالحين نفذ من الإقامات ما لا يحصى، وخرج الموكب لتلقية، فتوجه الوزير أبو شجاع والنقيبان والجماعة والقراء والطبول والبوقات فبلغوه عن المقتدى [بأمر الله] [٢] السلام [٣] والتهنئة بالتقدم، فقام وقبل الأرض ثم دخل بغداد.

[وقوع الفتنة بين السّنّة والشيعة]

وفي شوال: وقعت الفتنة بين السنة والشيعة، وتفاقم الأمر إلى أن نهبت قطعة من نهر الدجاج، وطرحت النار، وكان ينادي على نهوب الشيعة إذا بيعت في الجانب الشرقي: هذا مال الروافض وشراؤه وتملكه حلال.

وفي ذي الحجة: قدم السلطان أبو الفتح ملك شاه إلى بغداد ألزمته خاتون بهذا لتنقل ابنتها إلى الخليفة، فدخل دار المملكة والعوام يترددون إليه ولا يمنعون، وضرب ١٢٦/ أالوزير نظام الملك سرادقة في الزاهر ليقتدي به العسكر ولا ينزلون في دور الناس، فلم يقدم أحد على النزول في دار أحد، وركب السلطان إلى مشهد الإمام [٤] أبي حنيفة رضي الله عنه [٥] فزاره، وعبر إلى قبر معروف وقبر موسى بن جعفر والعوام بين يديه، وانحدر إلى سلمان فزاره، وأبصر إيوان كسرى، وزار مشهد الحسين عليه السلام، وأمر بعمارة سوره، ويمم إلى مشهد علي عليه السلام فأطلق لمن فيه ثلاثمائة دينار، وتقدم باستخراج نهر من الفرات يطرح الماء إلى النجف فبدئ فيه، وعمل له الطاهر نقيب العلويين [المقيم هناك] [٦] سماطا كبيرا.


[١] في الأصل: «جازها» .
[٢] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٣] «السلام و» سقطت من ص.
[٤] «الإمام» سقطت من ص.
[٥] «رضى الله عنه» سقطت من ص.
[٦] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>