للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعرنة، وذلك أنه بلغ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ سفيان بن خالد] [١] قد جمع الجموع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث عَبْد اللَّه بن أنيس ليقتله، فقال: صفه لي يا رسول الله، فقال: «إذا رأيته هبته وفرقت منه وذكرت الشيطان» ، قال: وكنت لا أهاب الرجال، واستأذنت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أقول فأذن لي، فأخذت سيفي وخرجت أعتزي إلى خزاعة حتى إذا كنت ببطن عرنة لقيته يمشي ووراءه الأحابيش، فعرفته بنعت رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: من الرجل؟ فقلت: رجل من خزاعة سمعت بجمعك لمحمد فجئتك لأكون معك، قال:

أجل إني لأجمع له، فمشيت معه وحدثته فاستحلى حديثي حتى انتهى إلى خبائه، وتفرق عنه أصحابه حتى إذا نام الناس اغتررته فقتلته وأخذت/ رأسه، ثم دخلت غارا في الجبل فضربت العنكبوت [علي] [٢] ، وجاء الطلب فلم يجدوا شيئا فرجعوا، ثم خرجت فكنت أسير الليل وأتوارى بالنهار حتى قدمت المدينة، فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فلما رآني قال: «أفلح الوجه» ، قلت: أفلح وجهك يا رسول الله، فوضعت رأسه بين يديه، وأخبرته خبري، فدفع إلي عصا، وقال «تخصر بهذه في الجنة» ، فكانت عنده فلما حضرته الوفاة أوصى إلى أهله أن يدرجوها في كفنه ففعلوا. وكانت غيبته ثماني عشرة ليلة، وقدم يوم السبت لسبع بقين من المحرم.

قال مؤلف الكتاب وقد ذكر محمد بن حبيب أن هذا كان في سنة خمس

. ثم كانت:

[سرية المنذر بن عمرو الساعدي [٣] إلى بئر معونة]

في صفر، وذلك أنه لما قدم عامر بن مالك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهدى له فلم يقبل منه، وعرض عليه الإسلام فلم يسلم، وقال: لو بعثت معي رجالا من أصحابك [٤]


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من أ، وابن سعد.
[٢] الزيادة من الطبقات.
[٣] المغازي للواقدي ١/ ٣٤٦، تاريخ الطبري ٢/ ٥٤٥، وسيرة ابن هشام ٢/ ١٨٣، والكامل ٢/ ٦٣، والاكتفاء ٢/ ١٤٢، والبداية والنهاية ٤/ ٧١، دلائل النبوة ٣/ ٣٣٨، والنويري ١٧/ ١٣٠، وعيون الأثر ٢/ ٦١، وابن حزم ١٧٨ والطبقات ٢/ ١/ ٣٩.
[٤] في ابن سعد: «نفرا من أصحابك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>