للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجوز لأحد أن يضع آية في سورة من غير قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالوحي ضعوها على رأس كذا، فأنبأ بقوله في حاشية المصحف على هذا الفقه الدقيق.

فإن قال: لا أبالي بمن قال من/ علماء العراق كان العتب متضاعفا، فيقال: قد ٧٣/ أظهر من أعظامك [١] الغرباء زيادة على محلهم ومقدارهم طلبا لانتشار اسمك بالمدحة، وعلماء العراق هم بالقدح أقوم، كما أنهم بأسباب المدح أعلم، فاطلب السلامة تسلم، والسلام» .

توفي أبو الحسن الدامغاني ليلة الأحد رابع عشر محرم عن ثلاث وستين سنة وستة أشهر، ولي منها قضاء القضاة عشرين سنة [٢] وخمسة أشهر وأياما، وصلى عليه وراء مقبرة الشونيزية، تقدم في الصلاة عليه ابنه أبو عبد الله محمد، وحضر النقيبان والأكابر، ودفن في داره بنهر القلائين في الموضع الذي دفن فيه أبوه، ثم نقل أبوه إلى مشهد أبي حنيفة.

٣٨٨٢- علي بن عقيل بن محمد بن عقيل، أبو الوفاء الفقيه فريد دهره وإمام عصره:

[٣] قال شيخنا أبو الفضل ابن ناصر: سألته عن مولده، فقال: ولدت في جمادي الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وكذا رأيته أنا بخطه، وكان حسن الصورة، ظاهر المحاسن، حفظ القرآن، وقرأ القراءات على أبي الفتح بن شيطا وغيره، وكان يقول:

شيخي في القراءة ابن شيطا، وفي الأدب والنحو أبو القاسم بن برهان، وفي الزهد أبو بكر الدينَوَريّ، وأبو منصور بن زيدان، أحلى من رأيت وأعذبهم كلاما في الزهد، وابن الشيرازي، ومن النساء الحرانية، وبنت الجنيد، وبنت الغراد المنقطعة إلى قعر بيتها لم تصعد سطحا قط، ولها كلام في الورع، وسيد زهاد عصره، وعين الوقت أبو الوفاء القزويني ومن مشايخي في آداب التصوف أبو منصور ابن صاحب الزيادة العطار شيخ


[١] في الأصل: «قد كان ظهر من إعظامك» .
[٢] في الأصل: «تسعا وعشرين سنة» .
[٣] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١٢/ ١٨٤، شذرات الذهب ٤/ ٣٥، والكامل ٩/ ١٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>