للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: فاكتب إليه فليأتك في أهل سمرقند، فإن الترك إن بلغهم أنه متوجه إليك انصرفوا فقاتلوه. فكتب يأمره بالقدوم. فخرج في اثني عشر ألفا، فتلقاه خاقان، فحمل سورة فوقع فاندقت فخذه وقتل أكثر من معه، ومضى الجنيد إلى سمرقند، وحمل عيال من كان مع سورة إلى مرو، وأقام بالصغد أربعة أشهر.

وفي هذه السنة: حج بالناس إِبْرَاهِيم بْن هشام المخزومي، وقيل: سليمان بن هشام. وأما عمال الأمصار فهم الذين كانوا في سنة إحدى عشرة.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٦٠٧- طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب، أبو عبد الله [١] :

سمع من أنس بن مالك، وابن أبي أوفى، وابن الزبير. وكان قارئ أهل الكوفة يقرءون عليه القرآن، فلما رأى كثرتهم عليه كره ذلك لنفسه، فمشى إلى الأعمش فقرأ عليه، فمال الناس إلى الأعمش وتركوا طلحة. وكان ثقة صالحا عابدا.

أخبرنا محمد بن أبي القاسم، قال: أخبرنا حمد بن أحمد الحداد، [٢] قَالَ:

حَدَّثَنَا أَبُو نعيم الأصفهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن جعفر بن حمدان، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قال: حدّثنا أبو سعيد الأشج، قال: حدثنا ابن أبي غنية، قال: حدثني شيخ، عن جدته قالت:

أرسل إلي طلحة بن مصرف: إني أريد أن أوتد في حائطك وتدا، فأرسلت إليه:

نعم، قالت: ودخلت خادمتنا منزل طلحة تقتبس نارا وطلحة يصلي، فقالت لها امرأته:

مكانك يا فلانة حتى نشوي لأبي محمد هذا القديد على قضيبك يفطر عليه. فلما قضى الصلاة قال: ما صنعت لا أذوقه حتى ترسلي إلى سيدتها، لحبسك إياها وشواك على قضيبها.


[١] طبقات ابن سعد ٦/ ٢١٥، وطبقات خليفة ٢٦٢، والتاريخ الكبير ٤/ ٣٠٨٠، والجرح والتعديل ٤/ ٢٠٨٠، ٢٠٨٢، وحلية الأولياء ٥/ ١٤، وسير أعلام النبلاء ٥/ ١٩١، وتاريخ الإسلام ٤/ ٢٦٠، وتهذيب التهذيب ٥/ ٢٥.
[٢] في الأصل: «حمد بن أحمد القزاز الحداد» . وما أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>