للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين]

[فمن الحوادث فيها غزاة العباس بن الوليد أرض الروم.]

ففتح الله على يده بعضها، وغزاها أيضا مسلمة فافتتح بلادا منها.

[وفيها صالح قتيبة ملك خوارزم [١]]

قالوا: كان ملك خوارزم ضعيفا فغلبه أخوه خرزاذ على أمره، وكان خرزاذ/ أصغر منه، فكان إذا بلغه أن عند أحد جارية أو دابة أو متاعا فاخرا أرسل فأخذه، أو بلغه أن لأحد بنتا أو أختا أو امرأة جميلة أخذها، ولا يمتنع عليه أحد، ولا يمنعه الملك، فإذا قيل له، قال: لا أقوى عليه، فلما طال ذلك عليه كتب إلى قتيبة في السر يدعوه إلى أرضه ليسلمها إليه، وبعث إليه بمفتاح البلد واشترط عليه أن يسلم إليه أخاه وكل من يضاده، يحكم فيهم بما يرى، فرجعت الرسل بما يحب، وسار قتيبة مظهرا أنه يريد الصغد [٢] ، فقال الملك لأصحابه: إن قتيبة يريد الصغد، فهل لكم أن نتنعم في ربيعنا هذا، فأقبلوا على التنعم والشراب، وأمنوا، فلم يشعروا إلا بقتيبة، فقال الملك: ما ترون؟ قالوا: نقاتله، قال: لا أرى ذلك لأنه قد عجز عنه من هو أقوى منا، ولكن نصرفه عنا بشيء نؤديه إليه، فصالحه على مال عظيم، وأخذ أخاه فدفعه إليه، ثم أتى قتيبة الصغد فصالحوه على ألفي ألف ومائتي ألف كل عام، وأن يبنى له فيها مسجد، ويضع


[١] تاريخ الطبري: ٦/ ٤٦٩.
[٢] في تاريخ الطبري: «السغد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>