للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو سِرْوعَةِ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ فَقَتَلَهُ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ الَّذِي سَنَّ لِكُلُّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا الصَّلاةَ [١] .

قَالَ مُؤَلِّفُ الْكِتَابِ: ثُمَّ أَسْلَمَ أَبُو سِرْوعَةَ، وَرَوَى الْحَدِيثَ عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وَأَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ

. ثم كانت:

[غزاة بني النضير في ربيع الأول [٢]]

وكانت منازلهم بناحية الغرس وما والاها، وكان سببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم السبت، فصلى في مسجد قباء، ومعه نفر من أصحابه، ثم أتى بني النضير فكلمهم أن يعينوه في دية رجلين، كان قد أمنهما، فقتلهما عمرو بن أمية وهو لا يعلم، فقالوا:

نفعل، وهموا بالغدر بِهِ، فقال عمرو بن جحاش: أنا أظهر على البيت فأطرح عليه صخرة، فقال سلام بن مشكم: لا تفعلوا والله ليخبرن بما هممتم به، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فنهض سريعا فتوجه إلى المدينة فلحقه أصحابه فقالوا: أقمت ولم نشعر؟ فقال: «همت يهود بالغدر فأخبرني الله عز وجل بذلك فقمت» ، وبعث إليهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّد بن مسلمة أن اخرجوا من بلدي ولا تساكنوني وقد هممتم بما هممتم به، وقد أجلتكم عشرا فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه، فمكثوا أياما يتجهزون، وتكاروا من ناس إبلا فأرسل إليهم ابن أبي لا تخرجوا وأقيموا فإن معي ألفين وغيرهم يدخلون حصونكم فيموتون عن آخرهم، وتمدكم قريظة وحلفاؤكم من غطفان، فطمع/ حيي فيما قال ابن أبي، فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا نخرج، فاصنع ما بدا لك،


[١] أخرجه البخاري في صحيحه ٦٤- كتاب المغازي، باب (١٠) ، حديث رقم ٣٩٨٩، وأبو داود في الجهاد، باب في الرجل يستأسر.
[٢] المغازي للواقدي ١/ ٣٦٣، وطبقات ابن سعد ١/ ٢/ ٤٠، وطبقات ابن هشام ٢/ ١٩٠، وتاريخ الطبري ٢/ ٥٥٠، والكامل ٢/ ٦٤، والاكتفاء ٢/ ١٤٦، وصحيح البخاري ٥/ ٨٨، وفتح الباري ٧/ ٣٢٩، وأنساب الأشراف ١/ ١٦٣، وابن حزم ١٨١، وعيون الأثر ٢/ ٦١، والدرر لابن عبد البر ١٦٤، والبداية والنهاية ٤/ ٧٤، والنويري ١٧/ ١٣٧، والسيرة الحلبية ٢/ ٣٤٤، والسيرة الشامية ٤/ ٩، ودلائل النبوة للبيهقي ٣/ ١٧٦، ٣٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>