للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحَسَن بْن الخليل كَانَ معنا بمكة، فقالوا: مَا حج العام، وقد كَانَ يبلغني أنه يمر إِلَى مكة فِي ليلة فما كنت أصدق حَتَّى رأيته فعاتبْني وَقَالَ: شهرتني، مَا كنت أحب أن تحدث بهذا، فلا تعد بحقي عَلَيْك [١] .

٩١٢- الْحَسَن بْن صالح بْن حي.

ولد هو وأخوه علي توأم سنة [٢] مائة، فكانا وأمهما يقومون الليل كله عَلَى الثلث ويقرأ ثلث القرآن، ثُمَّ ينام ويقوم الْحَسَن الثلث، ويقرأ ثلث القرآن، فماتت أمهما فحزبا الليل بينهما، ثُمَّ مات علي فقام الْحَسَن به كله، وَكَانَ يختم كل ليلة. وباع الْحَسَن جارية فَقَالَ: أخبروهم أنها تنخمت عندنا مرة دما.

أَخْبَرَنَا عَبْد الْخَالِقِ بْن أَحْمَد قَالَ: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين ابْن أخي ميمي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن صفوان قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر القرشي قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: أَخْبَرَنِي سليمان بْن إدريس المنقري قَالَ: اشتهي الْحَسَن أخي سمكا، فلما أتي به ضرب بيده إِلَى سرة السمكة فاضطربت يده، فأمر به فرفع، ولم يأكل شيئا، فقيل لَهُ فِي ذلك، فَقَالَ: إني ذكرت لما ضربت بيدي إِلَى بطنها إن أول مَا ينتن من الْإِنْسَان بطنه، فلم أقدر أن أذوقه.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن هبة اللَّه الطبري قال: أخبرنا/ ١٤١/ أعلي بْن مُحَمَّد بْن بِشْرَان قَالَ أَخْبَرَنَا ابْن صفوان قَالَ: حدثنا أبو بكر بن عبيد قَالَ:

حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الحُسَيْن قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن صالح قَالَ: حَدَّثَنِي خلف بْن تميم أن حسن بْن صالح كَانَ يصلي إِلَى السحر، ثُمَّ يجلس يبكي فِي مصلاه، ويجلس علي فيبكي فِي حجرته، قَالَ: وكانت أمهم تبكي اللّيل والنهار، قَالَ: فماتت ثُمَّ مات علي، ثُمَّ مات حسن، فرأيت حسنا فِي منامي، فقلت: مَا فعلت الوالدة؟ قَالَ: بدلت بطول ذلك البكاء سرور الأبد، قلت: وعلي؟ قَالَ: وعلي عَلَى خير. قلت: فأنت فمضى وَهُوَ يَقُول: وهل يتكل إلا عَلَى عفوه.

تُوُفِّيَ الْحَسَن في هذه السنة.


[١] في الأصل: «فلا تحدث بعد بحقي عليك» .
[٢] في ت: «ولد هو وأخوه على قول سنة مائة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>