للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ: وَوَضَعَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ فِي النَّحْوِ كِتَابَيْنِ سَمَّى أَحَدَهُمَا «الْجَامِعَ» ، وَالآخَرَ «الْمُكَمِّلَ» . فَقَالَ الشَّاعِرُ:

بَطُلَ النَّحْوُ جَمِيعًا كُلُّهْ ... غَيْرَ مَا أَحْدَثَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ

ذَاكَ إِكْمَالٌ وَهَذَا جَامِعٌ ... فَهُمَا لِلنَّاسِ شَمْسٌ وَقَمَرْ

قال عمر بن شبة: وحدثنا حيان بن بشر، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عاصم، قال:

أول من وضع العربية أبو الأسود الدؤلي، فجاء إلى زياد بالبصرة، فقال: إني أرى العرب قد خالطت الأعاجم، فتغيرت ألسنتهم، أفتأذن لي أن أضع للعرب كلاما يعرفون به ويقيمون به كلامهم؟ قال: لا، قال: فجاء رجل إلى زياد، فقال أصلح الله الأمير، توفي أبانا وترك بنون، فقال: ادع لي أبا الأسود، فقال: ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم.

قال الجاحظ: أبو الأسود معدود في طبقات الناس، وهو في كلها مقدم، كان معدودا في التابعين والفقهاء والشعراء والمحدثين والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحويين والحاضري الجواب والنجلاء والشيعة والصلع الأشراف.

توفي أبو الأسود في هذه السنة، وَهُوَ ابْن خمس وثمانين سنة.

٤٤٤- عامر بن عبد الله، وهو الذي يقال له عامر بن عبد قيس [١] :

أدرك الصدر الأول، وروى عن عمر، وكان ملازما للتعبد، غاية في التزهد، وكان كعب الأحبار يقول: هذا راهب هذه الأمة.

أخبرنا ابن ناصر، وعلي بن عمر، قالا: أخبرنا فاروق اللَّه، وطراد، قالا: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن بشران، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن صفوان، / قَالَ: حدثنا أبو بكر القرشي، قال: حدثني سلمة بن شبيب بن سهل بن عاصم، عن عبد الله بن غالب، عن عامر بن يسياف، قال: سمعت المعلى بن زياد يقول:

كان عامر بن عبد الله قد فرض على نفسه كل يوم ألف ركعة، وكان إذا صلّى


[١] حلية الأولياء، ٢/ ٨٧، تهذيب التهذيب ٥/ ٧٧ وجامع كرامات الأولياء، ٢/ ٥١، ورغبة الآمل، ٢/ ٣٧، وفي الأصول: «وهو الذي يقال له: «عامر بن عبد الله بن عبد قيس» وما حذفناه تكرار خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>