للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فركب فرسا فدخلت إليه فرأته تالفا، ثم ظفر بالخادم بعد [مغضبة] [١] أيام، فجيء به إلى شرف الدولة فقطع لسانه وقتله [٢] .

وورد في هذه السنة من واسط خبر عجيب، جاء به كتاب ابن وهبان الواسطي:

يذكر قصة عجيبة وهي: أن امرأة عندهم في نهر الفصيلي أصابها الجذام حتى أسقط أنفها وشفتيها وأصابع يديها ورجليها، وجافت ريحها، وتأذى أهلها بها، فأخرجها زوجها وولدها إلى ظاهر المحلة على شوط منها، وعملوا لها كوخا فكانت فيه، ولا يمكن الاجتياز بها من نتن ريحها، وإنما كان ولدها يأتيها برغيفين يرميهما إليها، فجاء يوما فقالت له: يا بني، باللَّه قف حتى أبصرك وجئني بجرعة ماء أشربها. فلم يفعل وهرب.

وكان قريبا من الموضع جوبة ماء الكتان، فحملها العطش على قصدها، فتحاملت فوقعت عندها فأغمي عليها، فذكرت بعد إفاقتها أنها رأت رجلين وامرأتين جلوسا عندها فأخرجوا لها قرصين عليهما ورقة خضراء، وجاءوها بكراز فيه ماء وقالوا لها: كلي من هذا الخبز واشربي من هذا الماء. قالت: فكل ما أكلت عاد القرص كما كان إلى أن شبعت، وشربت من الكراز ماء لم أشرب قط ألذّ منه. فقلت: يا سادتي، من أنتم؟ فقال أحدهم: أنا الحسن، وهذا الحسين، وهذه خديجة الكبرى، وهذه فاطمة الزهراء، ثم ١٠٦/ ب أمر الحسن/ يده على صدري ووجهي، والحسين يده على ظهري، فعادت شفتاي وأنفي ونبتت أصابعي، وأقاموني فسقط مني نحو ثلاثين كهيئة صدف السمك، فأقبل الناس من البلاد لمشاهدتها والتبرك بها.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٣٥١٤- أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي، أبو طاهر القصاري [٣] الخوارزمي

[[٤]] :


[١] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٢] في ص: «فجيء به فقطع شرف الدولة لسانه وقتله» .
[٣] في ت: «القصار» .
[٤] انظر ترجمته في: (الأنساب ١٠/ ١٦٥) القصّاريّ: بفتح القاف والصاد المهملة وفي آخرها الراء. هذه-

<<  <  ج: ص:  >  >>