للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجاب على تدبير الأمور، وقلد أبا محمد ابن النسوي البلد، وضم إليه جماعة فطلب العيارين وشردهم، ثم قتل رفيق لابن النسوي فخاف واستتر وخرج عن البلد. فعاد الأمر كما كان وكبس البرجمي دارا في ظهر دار المرتضى في ليلة الثلاثاء لعشر بقين من شوال، واخذ منها شيئا كثيرا، وصاح أهل الدار والجيران فلم يجدوا مغيثا.

فلما كان يوم الجمعة: ثار العوام في جامع الرصافة ومنعوا من الخطبة، ورجموا القاضي أبا الحسين بن العريف الخطيب وقالوا: أن خطبت للبرجمي وإلا فلا تخطب لخليفة ولا لملك. ثم أقيم علي المعونة أبو الغنائم بن علي فركب وطاف وقتل فوقعت الرهبة، ثم عاد واتفق أن بعض القواد أخذ أربعة من أصحاب البرجمى فاعتقلهم، فأخذ البرجمي أربعة من أصحاب ذلك القائد، وجاء بهم وأقبل إلى دار القائد [١] ، فطرق عليه الباب فخرج فوقف خلف الباب، فقال له: قد أخذت أربعة من أصحابك عوضا عمن أخذته من أصحابي فأما أن تطلق من عندك لأطلق من عندي، وإما أن أضرب رقابهم، وأحرق دارك وانصرف وشأنك ومن عندك، فسلم القوم إليه، ومما يشاكل هذا الوهن أن أحد وجوه الأتراك بسوق يحيى أراد أن يختن ولدا له فأهدى إلى البرجمي حملانا وفاكهة وشرابا، وقال: هذا نصيبك من طهر فلان ولدي. واستذم منه على داره.

/ وتأخر ورود الحاج الخراسانية في هذه السنة، وتأخر المصريون خوفا من البادية، وخرج أهل البصرة فخفروا فغدروا بهم ونهبوهم وارتهنوهم.

[ذكر من توفي في هذه السنة [٢] من الأكابر]

٣١٨٢- أحمد [٣] بن الحسين [٤] بن أحمد، أبو الحسن الواعظ المعروف بابن [٥] السماك:


[١] في الأصل: «إلى باب القائد» .
[٢] بياض في ت.
[٣] بياض في ت.
[٤] في الأصل: «الحسن» .
[٥] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد ٤/ ١١٠، البداية والنهاية ١٢/ ٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>