للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم، فجعل يتبع من خرج في قتال الحسين عليه السلام فيقتلهم شر قتل، وبعث إلى خولي الأصبحي- وهو صاحب رأس الحسين- فأحاطوا بداره، فاختبأ في المخرج، فقالوا لامرأته: أين هو؟ فقالت: لا أدري، وأشارت بيدها إلى المخرج، فأخرجوه فقتلوه وأحرقوه.

وبعث إلى عمر بن سعد من قتله، وكان قد أعطاه في أول ما خرج أمانا بشرط أن لا يحدث.

وكان أبو جعفر الباقر [يقول] [١] : إنما أراد بالحدث دخول الخلاء، فجيء برأسه وابنه حفص بن عمر بن سعد جالس عند المختار، فقال له: أتعرف هذا الرأس؟

فاسترجع وقال: نعم، لا خير في العيش بعده، فقال المختار: صدقت فإنك لا تعيش بعده، فقتل، فإذا رأسه مع رأس أبيه، فقال المختار: هذا بحسين، وهذا بعلي بن حسين، ولا سواء، والله لو قتل به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من أنامله. ثم بعث برأسيهما إلى محمد بن علي ابن الحنفية [٢] ، وكان الذي هيج على قتل عمر بن سعد، أنه بلغه عن ابن الحنفية أنه يقول: يزعم المختار أنه لنا شيعة وقتلة الحسين جلساؤه يحدثونه. فلما لبث أن قتل عمر وابنه، وطلب المختار سنان بن أنس الذي كان يدعي قتل الحسين، فوجده قد هرب إلى البصرة، فهدم داره، وما زال يتبع القوم ويقتلهم بفنون القتل، فإذا لم يجد الرجل هدم داره.

[وفي هذه السنة بعث المختار جيشا إلى المدينة للمكر بابن الزبير [٣]]

وهو مظهر له أنه وجههم معونة/ له لحرب الجيش الذي كان بعثه عبد الملك لحربه. وسبب ذلك أنه لما ظهر المختار بالكوفة كان يدعو إلى ابن الحنفية، والطلب بدماء أهل البيت، وأخذ يخادع ابن الزبير، فكتب إليه: أما بعد، فإنك قد عرفت


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٢] كذا في الأصلين، وفي الطبري: «محمد بن الحنفية» .
[٣] تاريخ الطبري ٦/ ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>