للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأكابر وانصرفت معه وبقي المتصوفة فباتوا على سماع وخلعت على الكل خلع وفرق عليهم مال.

[جلوس ابن الجوزي بباب بدر بحضور أمير المؤمنين]

وتقدم إلي بالجلوس تحت المنظرة بباب بدر فتكلمت يوم الخميس بعد العصر خامس رجب وحضر أمير المؤمنين وأخذ الناس أماكنهم من بعد صلاة الفجر واكتريت ١٠٦/ ب دكاكين فكان مكان كل رجل بقيراط حتى أنه اكترى دكان لثمانية عشر بثمانية/ عشر قيراطا ثم جاء رجل فأعطاهم ست قراريط حتى جلس معهم وكان الناس يقفون يوم مجلسي من باب بدر إلى باب العيد كأنه العيد ينظر بعضهم إلى بعض وينتظرون قطع المجلس.

[سلمت الى ابن الجوزي المدرسة التي كانت لنظام الدين]

وفي يوم الخميس خامس عشرين شعبان: سلمت إلي المدرسة التي كانت دارا لنظام الدين أبي نصر بن جهير وكانت قد وصلت ملكيتها الى الجهة المسماة بنفشة [١] فجعلتها مدرسة وسلمتها إلى أبي جعفر ابن الصباغ فبقي المفتاح معه أياما ثم استعادت منه المفتاح وسلمته إلى من غير طلب كان مني وكتب في كتاب الوقف انها وقف على أصحاب أحمد وتقدم إلي يوم الخميس المذكور بذكر الدرس فيها فحضر قاضي القضاة وحاجب الباب وفقهاء بغداد وخلعت علي خلعة وخرج الدعاة بين يدي والخدم ووقف أهل بغداد من باب النوبي إلى باب المدرسة كما يكون في العيد وأكثر وكان على باب المدرسة ألوف والزحام على الباب فلما جلست لإلقاء الدرس عرض كتاب الوقف على قاضي القضاة وهو حاضر مع الجماعة فقرئ عليهم وحكم به وأنفذه وذكرت بعد ذلك الدرس فألقيت يومئذ دروس كثيرة من الأصول والفروع وكان يوما مشهودا لم ير مثله ودخل على قلوب أهل المذهب غم عظيم [لأنهم حسدوني] [٢] .

وتقدم ببناء دكة لنا في جامع القصر في آخر شعبان فانزعج لهذا جماعة من الأكابر وقالوا ما جرت عادة للحنابلة بدكة فبنيت وجلست فيها يوم الجمعة ثالث رمضان ودل بعض فقهاء أبي حنيفة في الإفطار بالأكل واعترضت عليه يومئذ وازدحم العوام حتى


[١] في ت: «بنفسه» .
[٢] ما بين المعقوفتين من «مرآة الزمان» لسبط ابن الجوزي.

<<  <  ج: ص:  >  >>