للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودخل المختار القصر، فبات به، وخرج من الغد فصعد المنبر، فقال [١] : الحمد للَّه الذي وعد وليه النصر، وعدوه الخسر، ثم نزل فبايعه الناس، فجعل يقول: تبايعون على كتاب الله وسنة رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ [٢] ، والطلب بدماء أهل البيت، وجهاد المحلين، وأخذ المختار في السيرة الجميلة، فقيل له: إن ابن مطيع في الدار الفلانية [٣] ، فسكت، فلما أمسى بعث إليه بمائة ألف درهم، وقال له: تجهز بهذه واخرج فإني قد شعرت بمكانك، وكان صديقه قبل ذلك.

وأصاب [٤] المختار في بيت مال الكوفة سبعة آلاف ألف، فأعطى أصحابه الذين حصروا ابن مطيع في القصر- وهم ثلاثة آلاف وثمانمائة رجل [٥]- كل رجل خمسمائة درهم، وأعطى ستة آلاف من أصحابه مائتين مائتين، وأدنى الأشراف، فكانوا جلساءه.

وأول رجل عقد له المختار راية عبد الله بن الحارث أخو الأشتر، عقد له على أرمينية. وبعث محمد بن عمير بن عطارد على أذربيجان، وبعث عبد الرحمن بن سعيد على الموصل. فلما قدم عليه عبد الرحمن بن سعيد من قبل المختار أميرا تنحى له عن الموصل، ثم شخص إلى المختار فبايع له.

وكان المختار يقضي بين الناس، ثم قال: لي فيما أحاول شغل عن القضاء، فأجلس للناس شريحا، فقضى بين الناس، ثم تمارض/ شريح، فأقام المختار مكانه عبد الله بن عتبة بن مسعود.

[وفي هذه السنة وثب المختار بمن كان بالكوفة من قتلة الحسين والمشايعين على قتله [٦]]

فقتل من قدر عليه، وهرب منه بعضهم. وكان سبب ذلك أن مروان لما استوثق


[١] الخطبة كلها في تاريخ الطبري ٦/ ٣٢.
[٢] في ت، وتاريخ الطبري: «تبايعوني على كتاب الله وسنة نبيه» .
[٣] كذا في الأصول: وفي تاريخ الطبري ٦/ ٣٣: «في دار أبي موسى» .
[٤] في الأصل: «فأصاب» . وما أوردناه من ت.
[٥] في أحد نسخ الطبري المخطوطة: «ثلاثة آلاف وخمسمائة» .
[٦] تاريخ الطبري ٦/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>