للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آبائهم وسيرتهم وكان [١] فضله عليهم، فجمعهم برأيه، وردهم إِلَى سنن آبائهم [٢] ، وهو أول من أهدى البدن إِلَى البيت- أو فِي زمانه- وهو أول من وضع الركن للناس بعد هلاكه، حَتَّى غرق البيت وانهدم فوضعه فِي زاوية البيت [٣] ، ولم تبرح العرب تعظم إلياس تعظيم أهل الحكمة كتعظيمها لقمان، وهو أول من مات بالنبل فأسفت عَلَيْهِ زوجته خندف أسفا شديدا، وكانت قد نذرت فِي مرضه أنه إن هلك لا تقيم فِي بلد مات فيه أبدا، ولا يظلها [سقف] [٤] بيت وأن تسيح فِي الأرض فخرجت سائحة حَتَّى هلكت حزنا.

[فصل]

قَالَ مؤلف الكتاب: وكان من أولاد إلياس: قمعة، وولد لقمعة لحي، وولد له [٥] : عمرو، وهو أول من غير دين الحنفية دين إِبْرَاهِيم، وأول من نصب الأوثان حول الكعبة، وجعل البحيرة، والسائبة، والوصاية، والحام، واستخراج إساف ونائلة فنصبهما.

قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «أريت النار فإذا فيها عمرو ولد لحي يتأذى أهل النار بريحه وهو أول من غير دين إِبْرَاهِيم [٦] ورأيته يجر قصبه فِي النار» . وَقَالَ ابن عباس رضي اللَّه عنه: قدم عمرو بْن لحي بهبل من الشام فنصبه عَلَى الأخشب، وأمر النَّاس بعبادته، وأخرج إسافا ونائلة من البيت فنصب إسافا مقابل الركن الأسود وبين زمزم، ونصب نائلة إليه جانب البيت وتجاه المقام، ونصب بمنى سبعة أصنام، ونصب مناة عَلَى ساحل البحر، واتخذ للعزى بنخلة بيتا يطوفون به كطوافهم


[١] في ت: «وبان» .
[٢] في ت: «آبائه» .
[٣] من أول: «أو في زمانه ... » حتى «في زاوية البيت سقط من ت.
[٤] في ت: «يظلها سقف» وفي الأصل: «يظلها بيت» .
[٥] في ت: «للحس» .
[٦] «وهو أول من غير «دين إبراهيم» . سقطت من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>