للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعراعر الأودية، وأهضام الغيطان. فقال الحجاج: من يكتب ليزيد؟ فقيل: يحيى بن يعمر، فكتب إلى يزيد ليحمله على البريد، فلما دخل عليه رأى أفصح الناس، فقال:

أين ولدت؟ قال: بالأهواز، فقال: من أين لك هذه الفصاحة؟ قال: حفظت كلام أبي وكان فصيحا. قال: فأخبرني هل يلحن عنبسة بن سعيد؟ قال: نعم كثيرا، قال: ففلان؟

قال: نعم، قال: فأخبرني عنّي أألحن [١] : قال: نعم تلحن لحنا خفيفا، تزيد حرفا وتنقص حرفا، وتجعل أن في موضع إن، قال: أجلتك ثلاثا، فإن أجدك بعد ثلاث بأرض العراق قتلتك. فرجع إلى خراسان.

وفيها: [٢] حج بالناس هشام بن إسماعيل المخزومي، وكان عمال الأمصار عمالها في السنة التي قبلها.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٥٠٠- بديح، مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب [٣] :

[وكان يقال بديح المليح، فكانت فيه فكاهة ومزاح، وكان يغني، وروى الحديث عن عبد الله بن جعفر] [٤] .

قال العتبي: [٥] دخل عبد الله بن جعفر على عبد الملك بن مروان وهو يتأوه، فقال: مالك؟ قال: هاج بي عرق النسا [في ليلتي] [٦] هذه فبلغ مني، قال: فإن بديحا مولاي أرقى الخلق له، فوجه إليه عبد الملك، فجاء فقال: كيف رقيتك لعرق النسا؟ قال:

أرقى خلق الله، فمد رجله فتفل عليها ورقاها مرارا، فقال عبد الملك: الله أكبر وجدت [والله] خفا. يا غلام، ادع لي فلانة تجيء وتكتب الرقية، فإنا لا نأمن هيجها بالليل فلا ندعو بديحا. فلما جاءت الجارية قال بديح: يا أمير المؤمنين، امرأته طالق إن كتبتها


[١] في الأصل: «ألحن» . وما أوردناه من ت.
[٢] في ت: «وحج في هذه السنة هشام» .
[٣] الأغاني ١٥/ ١٦٩ (دار الكتب العلمية) .
[٤] ما بين المعقوفتين: جاء في الأصل في آخر الترجمة.
[٥] الخبر في الأغاني ١٥/ ١٧٠.
[٦] في الأصل: «قريبا» في هذه السنة» والتصحيح من الأغاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>