للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف درهم، قلت: مَا أبيعه بالدينار، لكن أشهد الله أني [قد] [١] جعلت نصف ثوابه لك، فَقَالَ: قد رضيت بهذا، أحسن الله جزاك، فِي أي موضع تعلمت الرمي؟ فقلت:

[بالبصرة] [٢] فِي دار لي، فَقَالَ: بعنيها، فقلت: هي وقف عَلَى من يتعلم الرمي، وإن أحب أَمِير الْمُؤْمِنِينَ فهي لَهُ وكل مَا أملك. فجزاني خيرا ووصلني بمَائة ألف درهم، وارتحل المعتصم [منصرفا] [٣] إِلَى [أرض] [٤] طرسوس، وكانت إناخة المعتصم عَلَى عمورية لست خلون من رمضان وقيل [٥] : بعد خمسة وخمسين يوما.

[حبس المعتصم العباس بن المأمون]

وفي هذه السنة: حبس المعتصم العباس بْن المأمون، وأمر بلعنه [٦] .

وَكَانَ السبب فِي ذلك: أن العباس دس رجلا يقال لَهُ: الحارث السمرقندي، وَكَانَ يأنس إِلَى القواد، فدار فِي العسكر حَتَّى تألف لَهُ جمَاعة منهم، وبايعه [٧] منهم خواصّ العسكر [٨] ، وسمّى لكل رجل من القواد رجلا من أصحابه ووكله به، وقال: إذا/ أمرنا فليثب كل رجل منكم عَلَى من ضمناه أن يقتله، فضمنوا لَهُ ذلك [٩] ، فوكل رجلا ٣٩/ أممن بايعه من خاصة الأفشين بالأفشين [١٠] ، ومن خاصة أشناس بأشناس [١١] ، ومن خاصة المعتصم بالمعتصم، فضمنوا ذلك جميعا، فلمَا أرادوا أن يدخلوا الدرب وهم يريدون أنقرة وعمورية، أشار عجيف عَلَى العباس أن يثب عَلَى المعتصم فِي الدرب وَهُوَ فِي قلة من الناس، فيقتله ويرجع إِلَى بغداد، فيفرح الناس بانصرافهم من الغزو [١٢] ، فأبى العباس وقال: لا أفسد هَذِهِ الغزاة. حَتَّى دخلوا بلاد الروم وافتتحوا عمورية، فَقَالَ عجيف للعباس: يَا نائم، كم تنام والرجل ممكن، دس قومَا ينتهبون هَذَا الحرثي، فإنه إذا بلغه ذلك ركب فِي سرعة، فتأمر بقتله هناك، فأبى العباس، وقال: انتظر حَتَّى نصير فِي الدرب. ونمى [١٣] حديث الحارث السمرقندي، فحمل إِلَى المعتصم، فأقر وأخبر بخبر العباس ومن بايعه، فأطلقه المعتصم وخلع عَلَيْهِ، ودعا بالعباس فأطلقه


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٥] في ت: «وقفل» .
[٦] تاريخ الطبري ٩/ ٧١- ٧٩.
[٧] في ت: «وتابعه» .
[٨] «العسكر» ساقطة من ت.
[٩] «فضمنوا له ذلك» ساقطة من ت.
[١٠] «بالأفشين» ساقطة من ت.
[١١] «بأشناس» ساقطة من ت.
[١٢] في ت: «من العباد» .
[١٣] في ت: «وثم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>