للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرين شهرا من الهجرة] [١] . وكان أبو عفك شيخا كبيرا يهوديا قد بلغ مائة وعشرين سنة، وكان يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول الشعر. فقتله سالم بن عمير

. [غزوة بني قينقاع]

[٢] ومن الحوادث: غزوة [٣] بني قينقاع، وكأن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد وادع حين قدم المدينة يهودها على أن لا يعينوا عليه أحدا، وأنه إذا دهمه بها عدو نصروه. فلما انصرف من بدر أظهروا له الحسد والبغي، وقالوا: لم يلق محمدا من يحسن القتال، ولو لاقيناه لاقى عندنا قتالا لا يشبهه قتال أحد، ثم أظهروا له نقض العهد.

قال ابن إسحاق [٤] : فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قينقاع، وكانوا [٥] أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم، فقال لهم: «يا معشر اليهود، احذروا من الله عز وجل [مثل] [٦] ما نزل بقريش من النقمة، وأسلموا، فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل» ، فقالوا:

يا محمد، إنك ترى أنا كقومك، لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب، [فأصبت منهم فرصة، إنا والله لئن حاربتنا لتعلمن أنا نحن الناس] [٧] .

فخرج للنصف من شوال، وحمل لواءه يومئذ حمزة، واستخلف على المدينة أبا لبابة، فتحصنوا في حصونهم، فحاصرهم خمسة عشر ليلة، فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتفوا وهو يريد قتلهم، فكلمه فيهم عبد الله بن أبي، فقال: يا محمد، أحسن في موالي- وكانوا حلفاء الخزرج- فأعرض عنه فأعاد السؤال، فأعرض عنه فأدخل يده


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من ابن سعد.
[٢] المغازي للواقدي ١/ ١٧٦، طبقات ابن سعد ١/ ٢/ ١٩، وتاريخ الطبري ٢/ ٤٧٩، والبداية والنهاية ٤/ ٣، والكامل لابن الأثير ٢/ ٣٣، وابن سيد الناس ١/ ٢٩٤، والاكتفاء ٢/ ٧٩، وسيرة ابن هشام ٢/ ٤٧، والدلائل ٣/ ١٧٣، وابن حزم ١٥٤، والسيرة الحلبية ٢/ ٢٧٢، والسيرة الشامية ٤/ ٢٦٥.
[٣] في الأصل: «غزاة» .
[٤] تاريخ الطبري ٢/ ٤٧٩، وسيرة ابن هشام ٢/ ٤٧.
[٥] في الأصل: وكان.
[٦] ما بين المعقوفتين: من أ.
[٧] ما بين المعقوفتين: من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>