للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/ ثم قام القشيري وكان أقلهم للشريف أبي جعفر لجروانه معه، فقال الشريف: ٩١/ ب من هذا؟ فقيل: أبو نصر القشيري. فقال: لو جاز أن يشكر أحد على بدعته لكان هذا الشاب، لأنه بادهنا بما في نفسه، ولم ينافقنا كما فعل هذان، ثم التفت إلى الوزير وقال: أي صلح بيننا، إنما يكون الصلح بين مختصمين على ولاية أو دنيا، أو قسمة ميراث، أو تنازع في ملك، فأما هؤلاء القوم فهم يزعمون أننا كفار، ونحن نزعم أن من لا يعتقد ما نعتقده كافر، فأي صلح بيننا وهذا الإمام مفزع المسلمين، وقد كان جده القائم والفادر أخرجا اعتقادهما للناس، وقرئ عليهم في دواوينهم، وحمله عنهما الخراسانيون والحجيج إلى أطراف الأرض، ونحن على اعتقادهما.

وأنهى الوزير ما جرى، فخرج في الجواب: عرفنا ما أنهيته في حضور ابن العم [١] ، كثر الله في الأولياء مثله، وحضور من حضر من أهل العلم، والحمد للَّه الذي جمع الكلمة، وضم الألفة، فليؤذن الجماعة في الانصراف، وليقل لابن أبي موسى أنه قد أفرد له موضع قريب من الخدمة ليراجع في كثير من الأمور الدينية، وليتبرك بمكانه.

فلما سمع الشريف هذا قَالَ: فعلتموها، فحمل إلى موضع أفرد له وكان الناس يدخلون عليه مديدة ثم قيل له: قد كثر استطراق الناس دار الخلافة فاقتصر على من يعين دخوله. فقال: ما لي غرض في دخول أحد علي. فامتنع الناس، ثم مرض الشريف مرضا أثر في رجليه فانتفختا، فيقال: إن بعض المتفقهة من الأعداء نزل له في/ مداسه ٩٢/ ب سما، والله أعلم.

[كثرة العلل والأمراض ببغداد، وواسط]

وفي ذي القعدة: كثرت العلل والأمراض ببغداد، وواسط، والسواد، وكثر الموت


[١] العبارة في جميع الأصول مضطربة وبها سقط، ففي الأصل جاءت العبارة هكذا:
«وأنهى الوزير ما جرى، فخرج في الجواب عرف ما جرى في حضور ما أنهيته من حضور ابن العم» .
وفي النسخة ت: «وأنهى الوزير ما جرى، فخرج من الجواب عرف ما أنهيته في حضور ابن العم» .
وقد حدث سقط بعد كلمة: «في الجواب» لأن العبارة التي بعدها هي ردّ الخليفة على الوزير بعد ما أرسل إليه يعلمه بما جرى، وهذا كما يفهم من عبارة ابن كثير ١٢/ ١١٥: «فأرسل الوزير إلى الخليفة يعلمه بما جرى، فجاء الجواب يشكر الجماعة ... » والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>