للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما مضى جبل وانقضى ... فمنك لنا جبل قد رسا

وأنا فجعنا ببدر التمام ... فقد بعثت منه شمس الضحى

لنا حزن في محل السرور ... وكم ضحك في خلال الرجا [١]

فيا صار ما أغمدته يد ... لنا بعدك الصارم المنتضى

ولما حضرناك عقد البياع ... عرفنا بهداك طرق الهدى

فقابلتنا بوقار المشيب ... كمالا وسنك سن الفتى

وحضر الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى، بن المقتدر من الغد وبايعه وكتب إلى البلاد بأخذ البيعة له، وهم الأتراك بالشغب لأجل رسم البيعة، فتكلم تركي بما لا يصلح في حق الخليفة القائم فقتله هاشمي فثار الأتراك، وقالوا: إن كان هذا بأمر الخليفة خرجنا عن البلد، وإن لم يكن فيسلم إلينا القاتل، فخرج توقيع الخليفة أنه لم يجر ذلك بإرادتنا [٢] ، وإنما فعله رعاع في مقابلة قول تجاوز به عدوه، ونحن نطلب القاتل ونقيم فيه حد الله تعالى، ولم يركب السلطان إلى البيعة غضبا للأتراك، ثم لجوا في طلب مال البيعة، فقيل لهم: إن القادر لم يخلف مالا فأدى الملك بهاء الدولة من عنده إلى الجند، ثم تقرر الأمر على/ ما قيمته ثلاثة آلاف ألف دينار، فعرض الخليفة عند ذلك خانا بالقطيعة وبستانا وشيئا من أنقاض الدار على البيع، ووزر له أبو طالب محمد بن أيوب، وأبو الفتح بن دارست، وأبو القاسم بن المسلمة، وأبو نصر بن جهير، وكان قاضيه ابن ماكولا، وأبو عبد الله الدامغاني.

[ذكر طرف من سيرة القائم بأمر الله]

[٣] كانت للقائم عناية بالأدب ولم يكن يرتضي أكثر ما ينشأ في الديوان حتى يصلح فيه أشياء، وروى الرئيس أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، عن أبي الفضل محمد بن علي بن عامر الوكيل [٤] ، قال: دخلت يوما إلى المخزن فلم يبق أحد إلا


[١] في ص: «في خلال البكا» .
[٢] في الأصل، ل: «لم يجر ذلك بإيثارنا» .
[٣] في الأصل: «ذكر طرف من سيرته» . والعنوان مكانه بياض في ت.
[٤] في الأصل: «محمد بن علي بن عباس» .

<<  <  ج: ص:  >  >>