للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا وهو وتبعني ابنان لي حتى انتهينا إلى البئر وطولها ثلاثون ذراعا، فأخذناه أنا وابناي، فشددناه وثاقا، وأرميناه في البئر ودفناه فيها ورجعنا، فلما أصبحنا إذا رجل ممن كان معه بالأمس قد أتانا، فقال: أين أبو المحرش؟ قلنا: غدا حين أصبح، قال: أراه والله خدعنا وأخذ المتاع، قلنا: ما أخذ شيئا، ادخل فانظر، فدخل فأغلقنا عليه الباب وقتلناه.

وعن المدائني، عن سلمان بن أبي سلمان، عن أبي بكر بن إبراهيم بن نعيم بن النحام، قال:

مر ركب من أهل اليمن إلى الشام يريدونه ومعهم رجل مريض، فأرادوا دفنه وهو حي، فمنعهم أبي فمضوا وخلفوه، فلم يلبث أن بريء وصح، فجهزه أبي وحمله، وكان ممن قدم مع مسلم، فرأته جاريه لنا، فعرفته، فقالت: عمرو، فقال: نعم وعرفها، قال:

ما فعل أبو إسحاق؟ قالت: قتل، فقال لأصحابه: هؤلاء أيسر أهل [بيت] [١] بالمدينة، فانتهبوا منزلهم، فكان يضرب به المثل بالمدينة: «وأنت أقل شكرا من عمرو» .

ثم استخلف مسلم على المدينة روح بن زنباع، وسار إلى ابن الزبير، فاحتضر في الطريق، فقال لحصين بن نمير: إنك تقدم بمكة ولا منعة لهم ولا سلاح، / ولهم جبال تشرف عليهم، فانصب عليهم المنجنيق فإنهم بين جبلين، فإن تعوذوا بالبيت فارمه واتجه على بنيانه.

قال أبو معشر والواقدي: كانت وقعة الحرة يوم الأربعاء لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين.

وقال بعضهم: لثلاث بقين منه.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٤٢٢- ربيعة بن كعب الأسلمي: [٢]

أسلم قديما وكان من أهل الصفة، وكان يَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويبيت على بابه


[١] ما بين المعقوفتين: من هامش الأصل.
[٢] طبقات ابن سعد ٤/ ٢/ ٤٤، وحلية الأولياء ٢/ ٣١، والاستيعاب ٤/ ١٧٢٧، وأسد الغابة ٢/ ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>