للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرى عن شمَاله، وتارة يمضي لسننه ونتبع أثره حَتَّى قطعنا الوادي [١] .

أَخْبَرَنَا أبو منصور القزاز [قال: أخبرنا أبو بكر] [٢] الخطيب قال: أخبرني الصيمري قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بْن عمران قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: أخبرني الحسن بْن علي العباسي، عَنْ علي بْن الحسين الإسكافي قَالَ: قَالَ لنا ابْن أبي دؤاد:

كَانَ المعتصم يخرج ساعده إلي، وَيقول: يَا أبا عبد الله، عض ساعدي بأكثر قوتك. فأقول: [والله] [٣] يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ مَا تطيب نفسي بذلك. فيقول افعل فإنه [٤] لا يضرني. فأروم ذلك، فإذا هُوَ لا تعمل فيه الأسنة [٥] [فضلا عن الأسنان] [٦] وانصرف يومَا من دار المأمون إِلَى داره، وَكَانَ شارع الميدان منتظمَا بالخيم فيها الجند، فمر المعتصم بامرأة تبكي وتقول: ابني ابني. وإذا بعض الجند قد أخذ ابنها. فدعاه المعتصم وأمره أن يرد ابنها عليها، فأبى، فاستدناه فدنا منه، فقبض عَلَيْهِ بيده، فسمع صوت عظامه، ثم أطلقه من يده فسقط وأمر بإخراج الصبي إلى أمه/. [٧] . ١٥/ أوقد [٨] بلغنا أن امرأة مسلمة ببلاد الروم أسرت [٩] فِي حرب جرت بينهم [وبين المسلمين] [١٠] ، فجعلت تنادي: وا معتصماه. فلمَا بلغه ذلك قَالَ عَلَى فوره: لبيك لبيك. وتقدم [١١] فركب من ساعته وَهُوَ [١٢] يقول: لبيك لبيك. فلحقه الناس حَتَّى دخل أرض الروم، وأنقذ المرأة ونكأ فِي الروم.

قَالَ الفضل بْن مروان: لم يكن فِي المعتصم أن يلتذ بتزيين البناء وَكَانَ غايته فيه إحكام [١٣] ، ولم يكن بالنفقة فِي شيء أسمح منه بالنفقة في الحرب.

[أمر المعتصم بهدم مَا كَانَ المأمون بناه بطوانة]

وفي هذه السنة: أمر المعتصم بهدم مَا كَانَ المأمون بناه بطوانة [١٤] ، وحمل مَا كَانَ بِهَا من السلاح والآلة وغير ذلك ممَا قدر عَلَى حمله [١٥] ، وإحراق مَا لم يقدر على حمله،


[١] تاريخ بغداد ٣/ ٣٤٥، ٣٤٦.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] لفظ الجلالة غير موجود في الأصل.
[٤] في ت: «فيقول إني لا يضرّني» .
[٥] في الأصل: «الأسنان» .
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] تاريخ بغداد ٣/ ٣٤٦.
[٨] «وقد» ساقطة من ت.
[٩] في ت: «أن امرأة مسلمة أسرت ببلاد الروم» .
[١٠] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[١١] في الأصل: «وقدم» .
[١٢] «وهو» ساقطة من ت.
[١٣] في ت: «عافيه اختلاف» .
[١٤] في ت: «ما كان المأمون أمر ببنائه بطوايه» .
[١٥] في الأصل: «مما قدر عليه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>