للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعوة، وأوقد النيران [١] ، فتجمع أصحابه مغذين، وقدم عليه من الأماكن من أجاب.

فلما كان يوم الفطر أمر أبو مسلم سليمان بن كثير أن يصلي به وبالشيعة، ونصب له منبرا في العسكر، وأمره أن يبدأ بالصلاة قبل الخطبة [بغير] [٢] أذان ولا إقامة- وكانت بنو أمية تبدأ بالخطبة بأذان [٣] ، ثم الصلاة بإقامة على صلاة يوم الجمعة، ويخطبون على المنابر جلوسا في الأعياد والجمع- وأمر أبو مسلم سليمان بن كثير أن يكبر في الركعة الأولى ست تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات- وكانت بنو أمية تكبر في الركعة الأولى أربع تكبيرات يوم العيد، وفي الثانية ثلاث تكبيرات- فلما قضى سليمان بن كثير الصلاة والخطبة انصرف أبو مسلم [والشيعة إلى طعام قد أعده لهم أبو مسلم] [٤] ، فطعموا مستبشرين.

وكان أبو مسلم في أول الأمر يكتب إلى نصر بن سيار: الأمير نصر. فلما قوي أبو مسلم بمن معه بدأ بنفسه فكتب إلى نصر، وأمر أن يقطع مادة نصر بن سيار من مروالروذ ومن بلخ، فوجه نصر خيلا لمحاربة أبي مسلم وذلك بعد ثمانية عشر شهرا من ظهوره، فوجه إليه أبو مسلم مالك بن الهيثم الخزاعي، فالتقوا بقرية فانهزم أصحاب نصر وقتل منهم جماعة وجيء برءوسهم، فأمر أبو مسلم بنصب تلك الرءوس، فهي أول حرب كانت بين الشيعة العباسية [٥] وشيعة بني مروان.

وفي هذه السنة: غلب خازم بن خزيمة [٦] على مروالروذ، وقتل عامل نصر بن سيار الذي كان عليها، وكتب بالفتح إلى أبي مسلم [٧] .

[وفيها تحالف عامة من كان بخراسان من قبائل العرب على قتال أبي مسلم [٨] .]

وذلك حين قوي أمره، فبعث أبو مسلم النضر بن نعيم الضبي إلى هراة وعليها


[١] في الطبري: «وأوقدوا النيران» .
[٢] ما بين المعقوفتين: من هامش الأصل.
[٣] في الأصل: «بالخطبة بأذان ولا إقامة» . وما أوردناه من ت والطبري.
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٥] في ت: «الشيعة الهاشمية» .
[٦] في الأصلين: «خازم بن أبي خزيمة والتصحيح من الطبري» .
[٧] تاريخ الطبري ٧/ ٣٦٠.
[٨] تاريخ الطبري ٧/ ٣٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>