للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ذكر خلافة يزيد بن الوليد بن عبد الملك]

كان يكنى أبا خالد، وأمه أم ولد، وهي بنت فيروز بن يزدجرد. وكان أسمر طويلا، صغير الرأس، بوجهه خال، وكان جماعة قد بايعوه قبل قتل الوليد، فلما قتل اجتمعوا عليه فنقص من أعطيات الناس ما كان زادهم الوليد، وردهم إلى أعطيات هشام، فسموه الناقص. وأول من سماه بهذا الاسم مروان بن محمد.

وقيل: بل سمي بذلك لنقصان كان في أصابع رجليه، وهو أول خليفة كانت أمه أمة، وكانت بنو أمية تتجنب ذلك توطيدا للخلافة [١] ، ولأنهم سقط إليهم أن ملكهم يزول على يد خليفة منهم أمه أمة، فكان ذلك مروان بن محمد، وسيأتي ذكره بعد خلافة يزيد هذا.

ثم أن يزيدا خطب الناس بعد قتل الوليد، وقال: إني والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا حرصا على الدنيا، ولا رغبة في الملك، ولكن خرجت غضبا للَّه ولرسوله ولدينه، وداعيا إلى كتابه وسنة نبيه، لما هدم الوليد معالم الهدى، وأطفأ نور أهل التقى، وكان جبارا مستحلا للحرم مع أنه ما كان يصدق [٢] بالكتاب، ولا يؤمن بيوم الحساب، فسألت الله تعالى فأراح منه العباد والبلاد، أيها الناس إن لكم علي ألا أضع حجرا على حجر، ولا لبنة على لبنة، ولا أكري نهرا [٣] ، ولا أكثر مالا، ولا أعطيه زوجة ولا ولدا، ولا أثقله من بلد إلى بلد حتى أسد ثغرة ذلك البلد وخصاصة أهله بما يغنيهم، ولا أغلق بابي


[١] في ت: «توطيدا للخلافة» .
[٢] في الأصل: «أنه ما كان لا يصدق بالكتاب» . وما أوردناه من ت.
[٣] في الأصل: «ولا أجري نهرا» . وما أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>