للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دونكم، وإن لكم أعطياتكم في كل سنة، وأرزاقكم في كل شهر، فإن أنا وفيت لكم بمالكم [١] وبما قلت فعليكم بالسمع والطاعة، وإن أنا لم أف لكم فلكم أن تخلعوني، وإن علمتم أحدا ممن يعرف بالصلاح [٢] ، يعطيكم من نفسه مثلما أعطيتكم وأردتم أن تبايعوه فأنا أول من يبايعه. أيها الناس، إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق [٣] .

ثم دعا الناس إلى تجديد البيعة له، وأظهر النسك وقراءة القرآن وأخلاق عمر بن عبد العزيز وأحسن السيرة، فلما علم أهل البلاد بقتل الوليد ثارت الفتن، ووثب سليمان بن هشام بن عبد الملك بعمان [٤] ، وكان محبوسا بها، حبسه ابن عمه الوليد، فأخذ ما فيها من الأموال، وأقبل إلى دمشق.

ووثب أهل حمص، وغلقوا أبوابها، وأقاموا النوائح على الوليد، وهدموا دار العباس بن الوليد بن عبد الملك لأنه أعان على الوليد، فكتبوا بينهم كتابا ألا يدخلوا في طاعة يزيد، وخرجوا عليه، فبعث إليهم جيشا فانهزموا وقتل منهم ثلاثمائة.

ووثب أهل فلسطين والأردن على عاملهم فأخرجوه.

ولما تم الأمر [٥] ليزيد بن الوليد [٦] عزل يوسف بن عمر عن العراق وولاها منصور بن جمهور، فسار إلى العراق، فبلغ خبره يوسف بن عمر فهرب إلى البلقاء فقدم منصور الحيرة في أيام خلت من رجب فأخذ بيوت الأموال، وأخرج العطاء وولى العمال، وبايع ليزيد [بن الوليد] [٧] بالعراق وكورها، وكتب بذلك، وأطلق من في سجون يوسف، وبلغ خبر يوسف إلى يزيد بن الوليد، فبعث من يأتيه به، فجيء به في وثاق، فأقام في الحبس ولاية يزيد كلها وشهرين وعشرة أيام في ولاية إبراهيم، فلما قدم مروان الشام وقرب من دمشق ولى قتله يزيد بن خالد، فبعث مولى له فضرب عنق يوسف.


[١] «بمالكم» : سقطت من ت.
[٢] في الأصل: «بالإصلاح» . وما أوردناه من ت.
[٣] نص الخطبة في الطبري ٧/ ٢٦٨.
[٤] في ت: «عبد الملك بن نعمان» . خطأ.
[٥] في ت: «ولما استوثق الأمر» .
[٦] في الأصل: «ليزيد بن عبد الملك» . وما أوردناه من ت.
[٧] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>