للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السري كثير البكاء، وكنت عنده ذات يوم فِي مسجده، فلمَا فرغ من القراءة عاد إِلَى منزله فتوضأ وانصرف إِلَى المسجد، وقام عَلَى رجليه فصلى إِلَى الزوال، ثم رجع إِلَى منزله فتوضأ وانصرف إِلَى المسجد، فصلى بنا الظهر، ثم قام عَلَى رجليه يصلي إِلَى العصر [١] يرفع صوته بالقرآن ويبكي كثيرا ويصلي إِلَى العصر، ثم صلى [بنا] [٢] العصر، وجاء إِلَى المسجد فجعل يقرأ القرآن إِلَى الليل، فصليت معه صلاة المغرب، وقلت لبعض جيرانه: مَا أصبره عَلَى العبادة فقالوا: هَذِهِ عبادته بالنهار منذ سبعين عامَا، فكيف لو رأيت عبادته بالليل؟! ومَا [٣] تزوج قط، ولا تسرى [قط] [٤] ، وَكَانَ يقال لَهُ: عابد [٥] الكوفة.

أخبرنا ابن ناصر قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن علي بْن ميمون قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو أحمد/ عبد الوهاب بْن محمد الغندجاني، أَخْبَرَنَا ابْن عبدان، حدثنا محمد سهل، حدثنا ١٢٩/ ب البخاري قَالَ: مَات هناد [بْن السري] [٦] يوم الأربعاء آخر يوم من [شهر] [٧] ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين ومَائتين.

١٤٦١- يعقوب بْن إسحاق السكيت، أبو يوسف النحوي اللغوي [٨] .

صاحب كتاب «إصلاح المنطق» ، وأبوه هُوَ المعروف بالسكيت.

كَانَ من أهل الفضل والدين والثقة [٩] ، وَكَانَ يؤدب الصبيان فِي أول أمره، ثم ترقى إِلَى أن صار يؤدب ولد المتوكل على الله.

وروى عن أبي عمرو الشيباني [١٠] ، وحدث عنه: أبو سعيد السكري.

وَكَانَ المبرد يقول: مَا رأيت للبغداديين [١١] كتابا أحسن من كتاب يعقوب [١٢] بْن السكيت في المنطق.


[١] في ت: «ثم قام على رحله يرفع صوته بالقرآن» .
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] في ت: «ولا تزوج» .
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٥] في ح: «راهب الكوفة» .
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٨] انظر ترجمته في: تاريخ بغداد ١٤/ ٢٧٣.
ووفيات الأعيان ٦/ ٣٩٨.
[٩] في ت: «الفقه» .
[١٠] «الشيبانيّ» ساقطة من ت.
[١١] «للبغدايين» ساقطة من ت.
[١٢] «يعقوب» ساقطة من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>