للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أكثر العبادات، ولا يتكبر ولا يحتجب، فأمرجوا في المعاصي، ثم انتقلوا إلى بناء العقود بالطبول، ولهج منهم قوم بسب، فلما نهض السلطان بعصبية دينية أو سياسة، وقد استحقوا قطع الرءوس، وتخليد الحبوس، فقعد الحمقى في مأتم النياحة يقولون:

هل رأيتم في الزمن الماضي مثل ما جرى على أهل السنة في هذه الدولة، طاب والله الانتقال عن الإسلام لو كان ما نحن فيه حقا لنصره الله. وحملوا الصلبان في حلوقهم، ودعوا بشعار الرفض، وقالوا: لا دين إلا دين أهل الكرخ، وهل كانوا على الدين فيخرجوا، وهل الدين النطق باللسان من غير تحقيق معتقد، وأس المعتقد من قوم تناهوا في العصيان والشرود عن الشرع، وسفكوا الدماء، فلما فرضوا بعذاب ردعا لهم ليقلعوا أنكروا وتسخطوا، فأردتم أن يتبع الحق أهواء كم ويسكت السلاطين عن قبيح أفعالكم، حتى تفانون بالخصومة والمحاربة [١] ، فلا في أيام السعة والدعة شكرتم النعم، ولا في أيام التأديب سلمتم للحكيم الحكم، فليتكم لما فسدت دنياكم أبقت بقية من أمر أديانكم [٢] .

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٣٥٩٦- أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد بن أحمد، أبو نصر النيسابورىّ

[٣] :

١٣٧/ ب ولد سنة عشر وأربعمائة، وسمع بنيسابور/ من جده أبي العلاء صاعد بن محمد، ومن أبيه محمد بن صاعد، وعمه إسماعيل بن صاعد، وأبي بكر الحيري، وأبي سعيد الصيرفي، وسمع ببخارا من أبي سهل الكلاباذي، وأبي ثابت البخاري، وسمع ببغداد من أبي الطيب الطبري وغيره. روى عنه أشياخنا، وكان في صباه من أجمل الشباب وأجمعهم لأسباب السيادة من الفروسية والرمي، وصار رئيس نيسابور، وأملى الحديث، وتوفي في شعبان هذه السنة، ودفن بنيسابور.


[١] في الأصل: «تفانون بالمخاصمة والمضاربة»
[٢] في الأصل: «دينكم»
[٣] انظر ترجمته في: (شذرات الذهب ٣/ ٣٦٦) .
والكامل ٨/ ٤٦٢، ٤٦٣، وتاريخ نيسابور ت ٢٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>