للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه مات فِي سنة ثمان من مولد نبينا صلى الله عليه وسلم، وولي ابنه هرمز [١] فكان يحسن إِلَى الضعفاء [٢] ، ويؤثر العدل، فكان إذا سافر نادى مناديه فِي الجند: أن تحاموا مواضع الحرث. فكانوا يضبطون دوابهم عَنِ الفساد فيها [٣] ، حَتَّى إن ابنه أبرويز كان معه فِي سفر قعا مركوبه فوقع فِي حرث، فأفسد، فأمر هرمز أن يجدع أذنيه، ويبتر ذنبه، ويغرم ابنه ما أفسد الفرس. ففعلوا ذَلِكَ.

ومر بعض أصحابه بكرم فأخذ عناقيد حصرم، فاستغاث صاحب الكرم، فخاف عقوبة هرمز، فدفع إليه منطقة محلاة [ذهبا] ليسكت [عنه] [٤] ، ورأى قبوله ذلك منة عَلَيْهِ.

وكان هرمز يميل عَلَى أهل الشرف والبيوتات، فقتل منهم ثلاثة عشر ألفا وستمائة رجل وقصّر بالأساورة، وأسقط كثيرا من العظماء [فتغيروا عَلَيْهِ] [٥] وكان قد عزل يزن عَنِ اليمن، واستعمل مكانه المروزان، فخالفه أهل جبل يقال له الصانع، فامتنعوا من حمل الخراج إليه، فأقبل نحوهم، فإذا خيل لا يطمع فِي دخوله إلا من باب واحد، يمنع ذلك الباب رجل واحد يصعد جبل يحاذيه، وبين رأس الجبلين قريب إلا أنه لا يطمع فيه، فضرب فرسه فوثب المضيق [٦] ، فإذا هو عَلَى رأس الحصن، فقالوا: هَذَا شيطان فقتل وسبى [٧]

. ومن الحوادث: فِي سنة تسع من مولده صلى الله عليه وسلم [٨] : انزعاج هرمز بكثرة من يقصده ويعاديه:

وَفِي رواية: أن أبا طالب خرج برسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم [إِلَى بصرى] [٩] وهو ابن تسع.


[١] «هرمز» سقطت من ت.
[٢] في ت: «فكان يحسن الضعفاء» .
[٣] «فيها» سقط من ت.
[٤] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٥] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٦] «فوثب المضيق» سقط من ت.
[٧] «فقتل وسبى» سقط من ت. انظر تاريخ الطبري ٢/ ١٧٢- ١٧٦.
[٨] بياض في ت مكان: «ومن الحوادث فِي سنة تسع من مولده صلى الله عليه وسلم» .
[٩] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>