للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِي عدد السحرة أقوال كثيرة مذكورة فِي التفسير، فمن قائل يَقُول: كَانُوا سبعين ألفا، ومن قائل يقول: كانوا سبعمائة ألف. إِلَى غَيْر ذَلِكَ.

وإنهم جمعوا حبالهم وعصيهم، وَكَانَ موعدهم يَوْم الزينة [وَهُوَ عيد كَانَ لَهُمْ] [١] ، فلما اجتمعوا ألقوا مَا فِي أيديهم فَإِذَا حيات كأمثال الجبال قَدْ ملأت الوادي تركب بَعْضهَا بَعْضًا، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى ٢٠: ٦٧ [٢] . فأوحى إِلَيْهِ: أَن ألق عصاك، فألقاها فتلقفت جميع مَا صنعوا حَتَّى مَا يرى فِي الوادي شَيْء، ثُمَّ أخذها موسى فَإِذَا هِيَ عصاه، فخرت السحرة سجدا، فواعدهم فرعون بالقتل، فقالوا: فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ ٢٠: ٧٢ [٣] . فرجع مغلوبا، وأبى إلا التمادي فِي الكفر.

قَالَ ابْن عَبَّاس: كَانُوا فِي أول النهار سحرة وَفِي آخره شهداء [٤] .

ذكر الآيات الَّتِي أرسلت عَلَى قوم فرعون [٥]

لما فرغ من أمر السحرة وَلَمْ يؤمن فرعون أرسلت عَلَيْهِ الآيات.

وَقَدْ زعم السدي أَن الآيات أرسلت قبل لقاء السحرة.

فأما الأولى الطوفان [٦] :

وَهُوَ المطر، أغرق كُل شَيْء لَهُمْ. وقيل: بَل ماء فاض عَلَى وجه الأَرْض ثُمَّ ركد فلم يقدروا أَن يعملوا شَيْئًا، فَقَالُوا: يا موسى ادع لنا ربك يكشفه عنا ونحن نؤمن بك فدعا فكشفه فنبتت زروعهم، فَقَالُوا: مَا يسرنا أننا لَمْ نمطر، فبعث اللَّه عَلَيْهِم الجراد فأكل حروثهم وزروعهم حَتَّى أكل مسامير الأبواب، فسألوا موسى أَن يدعو ربه، فدعا فكشفه فلم يؤمنوا، فبعث الله عليهم القمل والدبا فلحس الأَرْض كلها وَكَانَ يأكل لحومهم وطعامهم ومنعهم النوم والقرار، فسألوا موسى أَن يدعو ربه أَن يكشفه، وَقَالُوا: نؤمن، فدعا فكشفه فلم يؤمنوا، فأرسل اللَّه عَلَيْهِم الضفادع فملأت البيوت


[١] ما بين المعقوفتين: من هامش المخطوط.
[٢] سورة: طه، الآية: ٦٧.
[٣] سورة: طه، الآية: ٧٢.
[٤] الخبر في تاريخ الطبري ١/ ٤١٣.
[٥] مرآة الزمان ١/ ٤٠٨.
[٦] المرجع السابق والصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>