للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال لي: هنيئا لك ما صرت إليه. قلت له: من أنت؟ قال: أنا الحجاج، قدمت على الله عز وجل فوجدته شديد العقاب فقتلني بكل قتلة قتلة، وها أنا موقوف بين يدي الله عز وجل أنتظر ما ينتظر الموحدون من ربهم، إما إلى الجنة وإما إلى النار.

قال أبو حازم: فعاهدت الله عز وجل بعد رؤيا عمر بن عبد العزيز ألا أقطع [١] على أحد بالنار ممن يموت وهو يقول لا إله إلا الله.

[وفي هذه السنة وجه عمر إلى مسلمة بن عبد الملك وهو بأرض الروم فأمره بالقفول منها بمن معه من المسلمين [٢]]

أنبأنا زاهر بن طاهر، قَالَ: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عَبْد اللَّه الحاكم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن النعمان بن بشير النيسابوري، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثني نوح بن أبي مريم، عن حجاج بن أرطأة، قال:

كتب ملك الهند إلى عمر بن عبد العزيز: من ملك الهند الذي في مربطه [٣] ألف فيل، والذي تحته ألف ملك، والذي له نهران ينبتان العود والكافور، إلى ملك العرب الذي لا يشرك باللَّه شيئا، أما بعد.. فإني قد [٤] أهديت لك هدية وما هي بهدية ولكنها تحية [٥] ، وأحببت أن تبعث إلي رجلا يعلمني ويفهمني الإسلام.

وفي هذه السنة أغارت الترك على أذربيجان فقتلوا جماعة من المسلمين، فوجه عمر من قتلهم فلم يفلت منهم إلا اليسير، وقدم عليه منهم بخمسين أسيرا.

وفيها عزل عمر يزيد بن المهلب عن العراق وحبسه، ووجه على البصرة وأرضها عدي


[١] في الأصل: «أني لا أقطع» . وما أوردناه من ت.
[٢] تاريخ الطبري ٦/ ٥٥٣.
[٣] في الأصل: «الّذي على مربطه» . وما أوردناه من ت.
[٤] في الأصل: «فقد أهديت» . وما أوردناه من ت.
[٥] في الأصل: «ولكنها تحفة» . وما أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>