للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ: ما أوتي رجل مثل غزيرة عقل، فإن حرمها فطول صمت، فإن حرمها فالموت أستر له.

وَقَالَ وقد سئل: الأغنياء أفضل أم العلماء؟ قَالَ: العلماء. قيل: فما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء أكثر من الأغنياء [يأتون] [١] أبواب العلماء؟ قَالَ: لمعرفة العلماء [٢] بفضل الغني، وجهل الأغنياء بفضل العلم

. فصل

[٣] وكان في زمن كسرى أنوشروان امرؤ القيس بْن حجر بْن الحارث بْن عمرو الكندي، واسم أمه: تملك، وقد ذكر فِي قوله حيث يقول:

ألا هل أباها والحوادث حمة ... بأن امرأ القيس بْن تملك ينفرا

أي ترك الحضر وسافر وهو من أهل نجد، والديار التي يصف فِي شعره ديار بني أسد.

وكان قباذ قد ملك الحارث بْن عمرو عَلَى العرب، فملك ابنه حجرا على بني أسد، وكان يأخذ منهم شيئا معلوما فامتنعوا منه، فسار إليهم فأخذ سراتهم فقتلهم بالعصي، فسموا عبيد العصا. وأسر منهم طائفة فيهم عبيد بْن الأبرص، ثم رحمهم وعفا عنهم وردهم إِلَى بلادهم.

ثم ملك أنوشروان فملك النعمان بْن ماء السماء فهرب الحارث، واتبعته خيل المنذر ففاتهم فأدركوا ابنه عمرا فقتلوه، ثم إنهم قتلوا حجرا، وكان حجر قد طرد ابنه امرأ القيس لأجل امرأة تشبب [٤] بها فِي شعره يقال لها: فاطمة، وتلقب: عنيزة، وكان يعشقها، فطلبها زمانا، فلم يصل إليها، وكان يطلب غرتها حَتَّى كان [منها] [٥] يوم الغدير


[١] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.
[٢] في الأصل: «لعرف العلماء» .
[٣] بياض في ت مكان: «فصل» .
[٤] في ت: «شببت» وفي الأصل «تشبت» .
[٥] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>