للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعظما، قَالَ: فَقَالَ: أرى ها هنا بعد لحما، والله لا علم في دورنا به حتى أدخل إلى القبر [١] وأنا عظام تقعقع، أريد السمن للدود والحيات؟

قَالَ: فبلغ أحمد بن حنبل قوله فقال: شعيب بن حرب حمل على نفسه في الورع [٢] .

أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك، أخبرنا رزق الله، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا ابن صوفان، أخبرنا ابن أبي الدنيا، أخبرنا إبراهيم بن عبد الملك قَالَ:

جاء رجل إلى شعيب بن حرب وهو بمكة فَقَالَ: ما جاء بك؟ قَالَ: جئت أؤنسك. قَالَ:

جئت تؤنسني وأنا أعالج الوحدة منذ أربعين سنة.

قال ابن أبي الدنيا: وحدثني الحسن بن الصباح قَالَ: سمعت شعيب بن حرب يَقُولُ: لا تجلس إلا مع أحد رجلين: رجل يعلمك خيرا فتقبل منه، أو رجل تعلمه خيرا فيقبل منك. والثالث اهرب منه.

أخبرنا ابن ناصر، أخبرنا عبد القادر بن محمد، أخبرنا أبو بكر بن علي الخياط، أخبرنا ابن أبي الفوارس، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الخالق، أخبرنا المروزي قَالَ: سمعت عبد الوهاب يَقُولُ: كان ها هنا قوم خرجوا إلى المدائن إلى شعيب بن حرب، فما رجعوا إلى دورهم، ولقد أقام/ بعضهم لم يستق الماء، وكان شعيب يقول لبعضهم الذي يستقي الماء: لو رآك سفيان لقرت عينه.

قال المصنف رحمه الله: كان شعيب قد اعتزل الناس وأقام بالمدائن يتعبد، ثم خرج إلى مكَّةَ، فتوفي بها بعلة البطن في هذه السنة. وقيل في سنة تسع وتسعين.

١٠٧٨- عبيد بن وهب بن مسلم، أبو محمد، مولى لقريش.

ولد في ذي القعدة سنة خمس وعشرين ومائة، وطلب العلم وهو ابن سبع عشرة سنة.

أخبرنا أبو الْقَاسِم، أَخْبَرَنَا حمد بْن أَحْمَد، أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الأصفهاني، أخبرنا


[١] في تاريخ بغداد: «والله لأعلمن في ذوبانه حتى أدخل القبر» .
[٢] انظر: تاريخ بغداد ٩/ ٢٤٠- ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>