للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان سبب عزله عن واسط: أن هشيم بن بشير تقدم مع خصم له إليه، فكلم الخصم هشيما بكلمة، فرفع هشيم يده، فلطم الخصم، فأمر سلمة بهشيم فضرب عشر درر وقَالَ: تتعدى على خصمك بحضرتي؟ فأغضب ذلك مشيخة واسط، فخرجوا إلى الرشيد/، فلقوه بمكة يطوف، فكلموه في سلمة وقالوا: لسنا نطعن عَلَيْهِ، ولكن رجل موضع رَجُل. فأمر بعزله وتقليد سواه [١] .

أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بن ثابت، أخبرنا محمد بْن عُمَر بْن روح، أَخْبَرَنَا المعافى بْن زكريّا، حدثنا طاهر بن مسلم العبدي قَالَ: حدثني محمد بن عمران الضَّبُّي، حَدَّثَنَا محمد بن خلاس قَالَ: لما عزل شريك عن القضاء تعلق به رجل ببغداد فَقَالَ: يا أبا عبد الله، لي عليك ثلاثمائة درهم فأعطنيها. قَالَ: ومن أنَا؟ قَالَ:

أنت شريك بن عبد اللَّه، القاضي. قَالَ: ومن أين هي لك؟ قَالَ: ثمن هذا البغل الذي تحتك. قَالَ: نعم، تعال. فجاء يمشي معه، حتى إذا بلغ الجسر قَالَ: من ها هنا؟ فقام إليه أولئك الشرط، فَقَالَ: خذوا هذا فاحبسوه، لئن أطلقتموه لأخبرن أبا العباس عبد الله بن مالك. فقالوا: إن هذا الرجل يتعلق بالقاضي [إذا عزل] [٢] فيدعي عليه فيفتدي منه، قد تعلق بسلمة الأحمر حين عزل عن واسط، فأخذ منه أربعمائة درهم، فَقَالَ: هكذا؟ فكلم فيه، فأبى أن يطلقه، فقال له عبد الله بن مالك: / إلى كم يحبس؟

قَالَ: إلى أن يرد على سلمة الأحمر أربعمائة درهم. قال: فردّ [٣] على سلمة الأحمر أربعمائة درهم، فجاء سلمة إلى شريك فشكر لَهُ، فقال لَهُ: يا ضعيف كل من سألك مالك أعطيته إياه [٤] .

اضطرب على سلمة حفظه فضعفه أصحاب الحديث، وتوفي ببغداد في هذه السنة. وقيل: في سنة ست وثمانين. وقيل: سنة ثمان وثمانين.

٩٦٩- الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام.

كان علامة قريش بالمدينة بأخبارها، وأشعارها، وأيامها، وأيام العرب وأشعارها،


[١] تاريخ بغداد ٩/ ١٣٠، ١٣١.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] «فرد» ساقطة من الأصول. وأثبتناه من تاريخ بغداد.
[٤] تاريخ بغداد ٩/ ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>