للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي اللَّه عنه بعد العصر يوم الاثنين لأربع عشرة خلت من رَمَضَان، فلما أصبحوا أرسلت أخته زينب وابْنته فاطمة إِلَى عيسى: إنكم قَدْ قتلتم هَذَا الرجل وقضيتم منه حاجتكم، فلو أذنتم لنا فواريناه. فأذن فِي ذلك، فدفنوه بالبقيع، وأمر عيسى بصلب أصحابه، وبعث عيسى بألوية فوضعها فِي أماكن ونادى مناديه: من دخل تحت لواء منها فهو آمن، أو دخل دارا من هذه الدور فهو آمن. وجعل عيسى يختلف إِلَى المسجد، فأقام بالمدينة أياما، ثُمَّ شخص [صبح] [١] تاسع عشر رَمَضَان يريد مكة، وحمل رأس مُحَمَّد إِلَى أبي جعفر وَهُوَ بالكوفة، فأمر به فطيف به فِي طبق أبيض، فلما أمسى بعث به فِي الآفاق، وتتبع من هرب من الخارجين معه [٢] فقتل أكثرهم.

ولما خرج عيسى من المدينة استخلف عَلَيْهَا كثير بْن حصين، فمكث واليا عَلَيْهَا شهرا، ثُمَّ قدم عَبْد اللَّه بْن الربيع الحارثي واليا عَلَيْهَا من قبل أبي جعفر.

وَفِيهَا: ثارت السودان بالمدينة

وواليها عَبْد اللَّه بْن الربيع، فهرب منهم.

وَكَانَ السبب الَّذِي هيج ذلك أن رياح بْن عثمان استعمل أبا بكر بْن عَبْد اللَّه بْن سبرة على صدقة أسد وطئ، فلما خرج مُحَمَّد أقبل إِلَيْهِ أَبُو بكر بما كَانَ جبى، وشمر معه، فلما استخلف عيسى كثير بْن حصين أخذ أبا بكر فضربه سبعين سوطا وحبسه، ثُمَّ قدم عَبْد اللَّه بْن الربيع واليا يوم السبت لخمس بقين من شوال سنة خمس وأربعين، فنازع بعض جنده بعض التجار فِي بعض مَا يشترون [٣] منهم، فخرجت طائفة منهم- يعني التجار- فشكوا [٤] ذلك إِلَى ابْن الربيع فنهرهم وشتمهم، فطمع فيهم الجند، فانتهبوا شيئا من طعام السوق، وعدوا على رجل من الصرافين فغالبوه على كيسه، ٣٣/ ب فاجتمع أَهْل المدينة فشكوا/ ذلك إِلَى ابْن الربيع فلم ينكر ذلك، وجاء رجل من الجند فاشترى من جزار لحما ولم يعطه ثمنه وشهر عليه السيف، فطعنه الجزار بشفرة فخر عَنْ دابته، واعتوره الجزارون فقتلوه، وتنادى السودان على الجند وهم يروحون إِلَى الجمعة فقتلوهم بالعمد فِي كل ناحية، حَتَّى أمسوا، فلما كَانَ الغد هرب ابن الربيع، ونفخ


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وأثبتناه من ت.
[٢] في ت: «من ضمن خرج معه فقتل» .
[٣] في الأصل: «فيما يشترى منهم» وما أثبتناه من ت.
[٤] في ت: «طائفة من التجار فشكوا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>