للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الطرق/ تغير الهواء بريح الغلات ونتن الأشياء الغريقة، وتولى نقيب النقباء القورج. ٧٨/ ب ومن العجائب: أن أسافل دجلة وواسط كانت تغرق من دون هذه الزيادة، فما تجاوز هذا الأمر بغداد، وكان الناس يظنون أن السمك يكثر بهذا الماء، فصار كالمعدوم، وزرع الناس البطيخ والقثاء فداد [١] حتى كان الناس إذا مروا بالقراح أمسكوا على الأنف.

وزاد في هذا الوقت جيحون حتى ذهب ماؤه أربع فراسخ، وتعذر الصناع حتى كان النساء يضربن اللبن.

ودخل في هذه الأيام مؤيد الملك أبو بكر بن نظام الملك لأجل تزوجه بابنة أبي القاسم بن رضوان البيع، ونزل في دار حموه بباب المراتب، فلم يكن للناس طريق إلى تلقيه، فأخذ في نفسه من ذلك، فبعث الخليفة إليه من طيب قلبه، وأقام العذر، وحمل له خلعا، وأذن له في الركوب بباب المراتب عن سؤال تكرر منه، فلبس الخلع ومضى إلى بيت النوبة، وتلقاه الوزير تلقيا لم تجر به عادة تطييبا لقلبه، وانصرف إلى دار بناها والده مع المدرسة، فمضى الوزير إليه من غد في موكب.

وفي شعبان: وقعت الفتنة بين القلائين والكرخ، وجعلوا يشتمون الشحنة ومن قلده، فعبر إليهم، وقتل منهم وأحرق أماكن.

وفي ليلة الأربعاء سادس عشر ذي الحجة: ظهر في السماء برق كثير في جميع الأوقات، واسودت السماء بالغيم، وهبت بالليل ريح رمت عدة من الستر، / وجاء معها تراب كثير ورمل، وسقط من أعمال البصرة نحو من خمسة آلاف نخلة.

[ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر]

٣٤٣٣- أحمد بن محمد بن أحمد، أبو الحسن [٢] السمناني القاضي، حمو قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغانيّ

[٣] .


[١] في ص: «فدان» .
[٢] في ت: «أبو الحسين» .
[٣] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية ١٢/ ١٠٩. والكامل ٨/ ٤٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>