للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألوف [١] ، ووقع مشهد باب أبرز ومنارته، وغرقت المقابر، وصعدت التوابيت على الماء، وخرق مشهد النذور، ومقبرة الخيزران، وقبر السبتي، وتهدم الحريم من باب ٧٨/ أالنوبي إلى أكثر المأمونية، وباب الأزج، وخرابة ظفر، ودرب الشاكرية/، ودرب المطبخ، ودرب حلاوة، والمسعودة، والشمعية، وخرج الناس من هذه المواضع لا يلتفت أحد على أحد، ووقع في درب القيار عدل [٢] قطن وسط الدرب، وعبر الناس عليه، فداس بعضهم بعضا [٣] ، فوقع عليه جماعة موتى، وكان رجل على كتفه ولدان صغيران فما زال يخوض بهما حتى أعيا فرمى بهما ونجا بنفسه، وهلك من الناس والبهائم عدد كثير، ثم عنّ لأقوام من المفسدين أن يزحفوا على الخليفة ليتسلطوا بذلك على النهب، ونودي في الملاحين أن لا يأخذوا من الناس إلا ما جرت به العادة في العبور، وأقيمت الجمعة في الطيار أسبوعين، وفي الحلبة ثلاث جمع بعد ذلك، فهيئ للخطيب في الحلبة ثلاث قواصر، فصعد عليها، وكان الماء واقفا في الجامع أكثر من قامة، ووقع معظمه، ومالت حيطانه.

وأما الجانب الغربي فإنه وقع فيه مشهد الكف، وغرقت مقابر قريش، ومقبرة أحمد بن حنبل، ودخل الماء من شبابيك المارستان العضدي، فوقف فيه، وصمد نقيب النقباء الكامل بمواضع [٤] في أعلى البلد فسدها [والطاهر نقيب العلويين بمواضع في جانب الكرخ فسدها] [٥] ولما نقص الماء تحول فخر الدولة من الطيار إلى صحن السلام، فضرب فيه خيما وخركاهات، وكانت داره بباب العامة قد غرقت، وعمل الخدم أكواخا، وبلغت أجرة الروزجاري خمسة قراريط [٦] إلى ثلاثة قراريط، وجلس حاجب الباب أبو عبد الله المردوسي في كوخ على عمل له عند باب النوبي، ثم أردف


[١] في الأصل: «عشرة آلاف» .
[٢] في الأصل: «في درب العيار عدل» .
[٣] «بعضهم بعضا» سقطت من ص، ت.
[٤] في الأصل: «لمواضع في أعلى» .
[٥] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٦] في ص: «خمسة قاط» والمعنى واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>