للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: فردوه إِلَى أبيه، وقد كاد ينزف دمه، فَقَالَ له: يا بني، ما هَذَا الجزع؟ قَالَ:

جزعي ليوم يجازى فيه الصغير والكبير عَلَى ما عملا من [١] / خير وشر. فدعا بثياب من الشعر فلبسها، وَقَالَ: إني عازم فِي الليل أن أخرج. فلما كان [فِي] [٢] نصف الليل، أو قريبا منه خرج، فلما خرج [٣] من باب القصر، قَالَ: اللَّهمّ إني أسألك أمرا ليس لي منه قليل ولا كثير، وقد سبقت فيه المقادير. إلهي لوددت أن الماء كان فِي الماء، وأن الطين كان فِي الطين، ولم أنظر بعيني إِلَى الدنيا نظرة واحدة.

قَالَ بكر بْن عَبْد اللَّه: فهذا رجل خرج من ذنب [واحد] [٤] لا يعلم ما عَلَيْهِ فيه [٥] ، فكيف بمن يذنب وهو يعلم بما عَلَيْهِ، ولا يتحرج ولا يجزع ولا يتوب [٦]

. حديث أنطونس السائح:

أخبر عَبْد اللَّه بْن علي المقري، قَالَ: أَخْبَرَنَا طراد بْن مُحَمَّد الزينبي، قَالَ:

أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّدً بْن بشران، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسين بْن صفوان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر القرشي، قَالَ: [٧] ذكروا أن ملكا بعد زمان المسيح عاش ثلاثمائة وعشرين سنة، فلما حضرته الوفاة بعث إلى ثلاثة نفر من عظماء [أهل] [٨] مملكته، فَقَالَ لهم: قد نزل بي ما ترون وأنتم رءوس أهل مملكتكم، ولا أعرف أحدا أولى بتدبير رعيتكم منكم، وقد كتبت عهدا جعلته إِلَى ستة نفر من خياركم ليختاروا رجلا منكم [٩] لتدبير مملكتكم، فسلموا ذلك لمن اجتمع عليه ملؤكم، وإياكم والاختلاف فتهلكون أنفسكم ورعيتكم، فقالوا: بل


[١] في الأصل: «ما عمل» ، وما أوردناه من ت.
[٢] ما بين المعقوفتين: من ت.
[٣] في الأصل: «فلما أن خرج» وما أوردناه من التوابين.
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، أوردناه من التوابين.
[٥] في الأصل: «ما من عليه فيه» ، وأوردناه من ت والتوابين.
[٦] الخبر أورده ابن الجوزي في الشفا ٩٢، وفي المصباح المضيء ٢/ ٢٥٧.
[٧] بياض في ت مكان: «حديث أنطونس السائح» .
[٨] ما بين المعقوفتين: من ت.
[٩] تكررت «ليختاروا رجلا منكم» في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>