للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة إحدى وأربعين]

[فمن الحوادث فيها تسليم الحسن رضي الله عنه الأمر لمعاوية [١]]

وذلك أن الحسن لما تفرق الناس عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح، فبعث معاوية إليه عَبْد اللَّهِ بن عامر، وعبد الرحمن بن سمرة، فقدما عليه المدائن، فأعطياه ما أراد وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف فِي أشياء اشترطها، وكان معاوية قد أرسل إليه قبل ذلك صحيفة بيضاء وكتب إليه اشترط فِي هذه الصحيفة ما شئت فهو لك، فاشترط أضعاف الشروط التي سألها معاوية قبل ذلك، وأمسكها عنده وأمسك معاوية صحيفة الحسن التي كتب إليه فيها، فلما التقيا سأله الحسن أن يعطيه الشروط التي شرط فِي الصحيفة، فأبى معاوية وقَالَ: لك ما كنت تسألني.

[وكان الصلح] [٢] بينهم بمسكن، ثم دخلوا الكوفة، فقَالَ عمرو بن العاص لمعاوية: مر الحسن أن يقوم فيخطب، فكره معاوية ذلك وقَالَ: ما تريد بهذا؟ قَالَ: أريد أن يبدو عيه فِي الناس. فخرج معاوية فخطب ثم قَالَ: قم يا حسن فتكلم، فقام فقَالَ: أما بعد، فإن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا، والدنيا دول، [وإن الله تعالى قال لنبيه صلّى الله عليه وسلّم] [٣] : وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ ٢١: ١١١ [٤] . فقال معاوية:

اجلس.


[١] تاريخ الطبري ٥/ ١٦٢.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من الطبري ٥/ ١٦٣.
[٤] سورة: الأنبياء، الآية: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>