من أهل جرباذقان، ولد سنة ثمان وستين وثلاثمائة وولى القضاء بالبصرة من قبل أبي الحسن بن أبي الشوارب، ثم استحضره القادر باللَّه فولاه قضاء القضاة في سنة عشرين وأربعمائة فلما ولى القائم أقره على ولايته إلى حين وفاته فمكث يتولى قضاء القضاة سبعا وعشرين سنة وكان يقول سمعت من أبي عبد الله بن منده وكان ينتحل مذهب الشافعيّ رضي الله عنه وكان يقول الشعر.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ عن أبي محمد زرق الله بن عبد الوهاب التميمي قال أنشدنا قاضي القضاة أبو عبد الله الحسين بن علي بن ماكولا لنفسه.
تصابى برهة من بعد شيب ... فما أغنى مع الشيب التصابي
وسود عارضيه بلون خضر ... فلم ينفعه تسويد الخضاب
وأبدى للأحبة كل لطف ... فما ازدادوا سوى فرط اجتناب
سلام الله عودا بعد بدء ... على أيام ريعان الشباب
تولى غير مذموم وأبقى ... بقلبي حسرة تحت الحجاب
وكان نزها صينا عفيفا فحكى ابن عبيد المالكي وكان يتوكل للقائم بأمر الله قال أمرني الخليفة أن أحمل ببقاعين عليه في مراكن إلى النقيبين وقاضي القضاة ابن ماكولا وإلى جماعة ففعلت فكلهم قبل غير ابن ماكولا فاجتهدت فلم يفعل فعدت بالمحمول وكتبت بما جرت الحال فلما قرأها الخليفة جعل يقول ما أغثه ما أغثه أترى تقع إليه حكومة فيحابيني فيها. توفي ابن ماكولا في شوال هذه السنة وصلى عليه أبو منصور ابن يوسف ودفن في داره بالحريم قريبا من باب العامة.
٣٣٢٦- عبد الغفار بن محمد بن عبد الغفار [١] ، أبو طاهر القرشي الأموي:
أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب قال: هو من ولد مسلمة بن عبد الملك ويعرف بابن الأموي سمع إسحاق بن سعد بن سفيان كتبت عنه وكان صدوقا يسكن باب البصرة سألته عن مولده/ فقال في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ومات في ذي الحجة من هذه السنة.