للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخرج الناس أرسالا يؤمون خراسان نحو المهلب، فلما قدموا عليه قال المهلب:

اليوم قوتل والله العدو، ويحكم من ولي العراق؟ قالوا له: الحجاج بن يوسف، قال المهلب: وليها والله رجل ذكر، ثم قال: يا أهل العراق/ لقد داهتكم داهية، ورميتم بالخنة، ولقد مارسكم امرؤ [١] ذكر. وقصوا عليه قصة الحجاج، فقال: والله لقد تخوفت أن يكون القادم عليكم مبير ثقيف، وليخربن دياركم، وليسجد من أبناءكم، وليمزقنكم كل ممزق، اللَّهمّ لا تسلطه علينا ولا على أحد من أوليائك إنك على كل شيء قدير.

قال مؤلف الكتاب: وفي رواية أخرى: أن الحجاج لما فرغ من خطبته قال:

الحقوا بالمهلب وأتوني بالبراءات بموافاتكم، ولا تغلقوا باب الجسر ليلا ولا نهارا، فلما قتل عمير بن ضابىء خرج الناس فازدحموا على الجسر، وخرجت العرفاء إلى المهلب وهو برامهرمز فأخذوا كتبه بالموافاة، ولما وصل الحجاج إلى الكوفة بعث الحكم بن أيوب الثقفي أميرا على البصرة وأمره أن يشد على خالد بن عبد الله، فلما بلغ خالد الخبر خرج من البصرة قبل أن يدخلها الحكم، فنزل الحجاج وتبعه أهل البصرة، فلم يبرح حتى قسم فيهم ألف ألف درهم.

[وفي هذه السنة ثار الناس بالحجاج بالبصرة [٢]]

وذلك أنه خرج من الكوفة بعد أن قتل ابن ضابىء حتى قدم البصرة، فقام فيهم بخطبة مثل التي قام بها في الكوفة، وتوعدهم مثل وعيده [٣] أولئك، فأتي برجل من بني يشكر فقيل له: إن هذا عاص [٤] ، قال: إن بي فتقا، وقد رآه بشر فعذرني، وهذا عطائي مردود إلى بيت المال، فلم يقبل منه وقتله، ففزع لذلك أهل البصرة، فخرجوا حتى أدركوا [٥] العارض بقنطرة رامهرمز، وخرج الحجاج ونزل رستقباذ، وكان بينه وبين


[١] في ت: «رجل» .
[٢] تاريخ الطبري ٦/ ٢١٠.
[٣] في ت: «مثل وعيدهم» .
[٤] في ت: «أنه عاص» .
[٥] كذا في الأصل، وفي ت. وفي الطبري «تداكئوا» . وهي أصح. والمداكأة: التزاحم على المكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>