للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحلبة، قصد إيقاع النار فيها عدو لأصحابها، فأصاب من تلك النار سطوح الناس والحريم كله، حتى كأن في كل سطح شموعا، فخرج الناس لإطفائه فما قدر أحد أن يقاربه من خمسمائة ذراع إلى أن انتهى الحطب فخمدت النار.

وفي ربيع الأول: غرق ستون مركبا ببحر الشام، وهلك فيها ثلاثمائة رجل، ورمى ١٣١/ أقوم أنفسهم/ إلى الماء فنجوا.

[وصول الكتب السلطانية تتضمن سؤال الخدمة الشريفة]

وفي شعبان: وصلت الكتب السلطانية تتضمن سؤال الخدمة الشريفة أن يتقدم إلى خطباء المنابر بذكر الأمير أحمد بن ملك شاه تالي ذكر أبيه، وكان السلطان قد جعله ولي عهده وسار في ركابه، ففعل ذلك، ونثرت الدنانير على الخطباء.

وفي هذا الشهر: زلزلت همذان وما داناها من أرض الجبل، فرجفت بهم الأرض سبعة أيام، ووقعت منازل كثيرة، وهلك خلق كثير تحت الردم، وسقط برجان من قلعة همذان، وهلك من سوادها ناحيتان، وخرج الناس إلى الصحراء حتى سكنت ثم عادوا.

وفي رابع ذي القعدة: ولد للمقتدي من خاتون ابنة السلطان ولد فسماه جعفرا، وكناه: أبا الفضل، وزين البلد لأجله، وجلس الوزير للهناء بباب الفردوس، ونصبت القباب بنهر معلى [١] ، وزينت سوق الصيارفة بأواني الذهب والفضة والجواهر، وأظهر الكافوريون تماثيل من الكافور، وأظهر قوم من صناعتهم عجبا، فسير الملاحون سفينة على عجل، وأظهر الطحانون أرحاء تطحن على وجه الأرض.

[وقوع القتال بين أهل الكرخ وأهل باب البصرة]

وفي هذا الشهر: وقع القتال بين أهل الكرخ وأهل باب [البصرة] [٢] ، وأصعد أهل باب الأزج [٣] ناصرين أهل باب البصرة بالزينة والسلاح والأعلام، فقصدهم سعد الدولة، فمنعهم عن العبور وقاتلهم وأخذ سلاحهم، فانطفأت الفتنة بذلك.

١٣١/ ب/ وفي ذي الحجة: خرج المرسوم أنه قد أنهى حال يهود بطريق خراسان وبلاد ابن مزيد لا يلبسون غيارا، ولهم شعور كالأتراك، ويكنون بكنى المسلمين، فتقدم


[١] في الأصل: «بباب معلى»
[٢] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٣] في الأصل: «باب الكرخ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>