للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يزيد لعبد الرحمن [١] : كم قدمت به معك من المال؟ قَالَ: عشرون ألف ألف درهم، قَالَ: إن شئت حاسبناك وقبضناها منك، ورددناك على عملك، وإن شئت سوغناك وعزلناك، وتعطي عبد الله بن جعفر خمسمائة ألف درهم، قَالَ: بل تسوغني ما قلت، وتستعمل عليها غيري. ثم بعث إلى ابن جعفر ألف ألف درهم، وقال: خمسمائة ألف من قبل أمير المؤمنين، وخمسمائة ألف درهم من قبلي.

وفِي هذه السنة وفد عبيد الله بن زياد على معاوية فِي أشراف أهل البصرة فعزله عنها ثم رده عليها وجدد له الولاية [٢]

وسبب ذلك أن عبيد الله بن زياد وفد فِي أهل العراق على معاوية، فقَالَ له: ائذن لوفدك على منازلهم وشرفهم، فأذن لهم، ودخل الأحنف فِي آخرهم، وكان سيئ المنزلة من عبيد الله، فلما نظر معاوية رحب [٣] به وأجلسه معه على سريره، ثم تكلم القوم فأحسنوا الثناء على عبيد الله، والأحنف ساكت، فقَالَ: ما لك يا أبا بحر لا تتكلم؟

قَالَ: إن تكلمت خالفت القوم، فقَالَ: انهضوا فقد عزلته عنكم فاطلبوا واليا ترضونه، ثم بعث إليهم معاوية بعد أيام، فقَالَ: من اخترتم؟ فاختلفت كلمتهم وسمى كل فريق منهم رجلا والأحنف ساكت، فقال له معاوية: ما لك لا تتكلم؟ قَالَ: إن وليت علينا من أهل بيتك لم نعدل بعبيد الله أحدا، وإن وليت علينا من غيرهم فانظر فِي ذلك، فقَالَ معاوية:

فإني قد أعدته عليكم، ثم وصاه بالأحنف وقبح رأيه فِي مباعدته. فلما هاجت الفتنة لم يف لعبيد الله غير الأحنف.

وفِي هذه السنة حج بالناس عثمان بن مُحَمَّد بن أبي سفيان وكان الوالي على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وعلى البصرة عبيد الله بن زياد، وعلى قضائها هشام بن هبيرة، وعلى خراسان عَبْد الرَّحْمَنِ بن زياد/ وعلى سجستان عباد بن زياد، وعلى كرمان ١٢٥/ أشريك بن الأعور الحارثي من قبل عبيد الله بن زياد.


[١] في الأصل: «فقال يزيد له» .
[٢] تاريخ الطبري ٥/ ٣١٦.
[٣] في الأصل: «ترحب به» .

<<  <  ج: ص:  >  >>